طالبت عدد من الحرفيات الشعبيات السعوديات الجهات المعنية تبني إقامة محال تجارية مناسبة تمكنهن من ممارسة أعمالهن المهنية التي تشكل مصدر رزق لهن ولأسرهن. مها الرويس: غالبية الحرفيات مسؤولات عن أسر.. ويتمتعن بالتأهيل المميز ووصفن مشاركاتهن في الفعاليات والمهرجانات الوطنية والمحلية المعنية التراث بالفعالة كونها تعرف بالمهن والأعمال الخاصة بالمرأة قديما وتتيح عرض منتجات كثير من ربات البيوت والشابات ممن لديهن مواهب ومهارات في مجال الأعمال اليدوية والمهنية الحديثة كأعمال صياغة الإكسسوارات والطبخ الحديث وحاويات الأطعمة البلاستيكة وغيرها من الأعمال التي امتهنتها المرأة السعودية حديثا بهدف كسب الرزق. وفي هذا الصدد أيدت الأستاذة مها الرويس المشرفة على فعاليات الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والطبخ الشعبي بمهرجان الأسرة للنخيل والتمور الثاني «جنيا» هذه الفكرة التي ستدعم المرأة العاملة في مجال الإنتاج المهني المنزلي الشعبي وغير الشعبي كون أكثرهن مسؤولات عن توفير لقمة العيش لأسرهن أو ممن يدعمن أسرهن ومنهن خريجات جامعيات وأخريات يحملن شهادات عليا وجدن في هذا المجال فرصة للعمل والاستثمار باستغلال ميولهن ومواهبهن، مؤكدة على أن تكون في مناطق مأهولة وقريبة مشيرة إلى أن بعض الفتيات تلقين تدريبا وتأهيلا على عدد من الأعمال. وتحدثت الرويس عن المرأة المنتجة في المهرجان بأن الاقبال يتزايد من عام لآخر وأن هناك مزيدا من الأسر والشابات على قائمة طلبات المشاركة في المهرجان بلغت 15 أسرة حتى الآن. وعن المشاركات في المهرجان هذا العام قالت ان ما يتعلق بالأسرة هناك ثلاثة أقسام وهي الحرفيون والحرفيات، والأسر المنتجة، والطبخ الشعبي الذي يضم أكثر من 35 نوعا من أصناف الطعام شاركت فيها 18 أسرة أغلبها حاصل على شهادات صحية وهناك 20 حرفيا وحرفية وكونه مهرجانا للتمور توجد صناعات قائمة على الخصف وصباغته، واستخراج الليف، مع حرصنا على وجود انتاج مطور حيث صناعة الشنط والاكسسوارات وأواني الطعام وغيرها. وفي جولة ل «الرياض» في قسم الأسر المنتجة قالت الطالبة الجامعية أمل القصير نشأت في اسرة تمتهن مجال أعمال السدو وحياكة الأكسسوارات المتعلقة بالمرأة وأشعر بالفخر والحب لهذه المهنة التي تشتهر بها أسرتي وقد وجدت المشاركة في المهرجان فرصة للتعريف والترويج بهذه المهنة كما وأنها تشكل مصدر دخل جيدا خاصة بعد الاهتمام المتزايد لها في السنوات الأخيرة وهو ما يثلج الصدر بل ان هناك إقبالا من الفتيات للتعلم والتدرب على كيفية صناعتها وقابليتها للتطوير والتكيف بحسب متطلبات العصر وميول ورغبات الزبائن. وفي مكان مجاور حيث المحلات المخصصة للنساء الحرفيات والمهنيات التقينا مشاعل وهي أيضا شابة خريجة تعمل في مجال صناعة الخوص والسعف لإنتاج الأواني المنزلية كالسلال وحافظات الطعام وصواني التقديم بالإضافة لتلبيس وحياكة حافظات الطعام البلاستيكية بالقماش التقليدي. وعلى مقربة من هذه المحال الشعبية تقف شابات سعوديات في أحدها حيث قمن بتطوير عملهن في مجال الطبخ ليشمل تقديم السندوتشات بمختلف الخلطات والحشوات التي دخلت المطابخ والمطاعم الحديثة والمرغوبة لدى الزبائن وهن شابات أصبحن أكثر شهرة بسبب الاسم التجاري الذي يحمله عملهن ويلقى رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي وبالرغم من ذلك حرصن على المشاركة في المهرجان الذي كان سببا في شهرتهن ومعرفة الناس بهن بينما يطمحن مستقبلا إلى الخروج لسوق العمل من خلال محل خاص بهن لتطوير تجارتهن في هذا المجال. وفي زاوية أخرى يتجمع الزوار على محل السيدة أم تركي التي تخبز القرصان وخبز الرقاق التقليدي وهي مهنة قلما تجد من يقوم بها من النساء الآن، حيث تقول ام تركي أنها تمتهنها منذ كانت بعمر السابعة عشرة وحتى الآن وتشارك منذ سنوات طويلة في مجال المهرجانات والفعاليات التي جعلتها أكثر شهرة حتى أنها أصبحت معروفة ومقربة لدى شخصيات معروفة في المجتمع وتتلقى دعما ماديا ومعنويا جيدا، وحبها لهذا العمل جعلها تحرص على المشاركة بصفة مستمرة للحفاظ على هذه المهنة وتدريب الفتيات الراغبات من خلال الجهات المعنية. أما أم بندر فمهنتها الأكثر ندرة بين النساء الحرفيات حيث تعمل في مجال خبز وقرص الكليجا والمعمول والحلويات الشعبية حيث أنها اشتهرت بالكليجا التي تعدها أمام الجمهور وفق الطريقة التقليدية وتشكل بالنسبة لها مصدر الدخل الوحيد لأسرتها. وتعاني أم بندر من عدم قدرتها على الوصول للجهات المعنية للمشاركة في جميع المهرجانات حيث أكثر عملها بصفة شخصية في البيوت والاستراحات والمجمعات وأماكن الترفيه وبعض الجمعيات الخيرية وتطمح أن تحصل على محل دائم لها ودعمها لإنتاج أكبر وتسويق منتجاتها للسوق المحلي إذ تعاني من ارتفاع تكلفة هذه الصناعة مقارنة بمردودها.