ما تناولته يوم أمس حول لعبة «بوكيمون» .. كتبت مثله منذ سنوات عندما أُثير في ساحاتنا «الكلامية» نفس الموضوع وذلك في مقال بالمدينة بعنوان: ((بِرب)) أما زلنا في جهلنا؟! 04/12/2008، وهو ما يؤكد أننا لا نزال نضيع الوقت والجهد والمال على قضايا هامشية لا تُجدي. فكلما خرج منتج جديد للسوق التجاري انشغلنا في مناقشة جدواه مفترضين أن وراءه مؤامرة على مجتمعاتنا الإسلامية، بينما تُشغل دول العالم نفسها باللحاق بأحدث التطورات العلمية والتقنية. *** وها نحن نعود مجدداً سنوات للخلف كي نكرر النقاش العقيم حول قضايا أصبحت خارج الزمن، وكأننا لا نتعلم وكلما تقدمنا خطوة تأخرنا عدة خطوات للخلف. فقد انتشرت حينها رسائل إليكترونية حول استعمال كلمات رأوا فيها خروجاً عن الدين وإغضاباً لله تعالى، ومنها كلمة (بِرب)، التي رأى هؤلاء فيها كلمات وردت في قوله تعالى {قل أعوذ (برب) الفلق}، وقوله تعالى {قل أعوذ (برب) الناس}، فاستغل الغرب كلمة (برب) لاستخدامها في أتفه الأمور من الكلام للتنزيل من عظمة الله جل جلاله عمّا يقولون؟! *** وبالطبع نعرف اليوم أن كلمة (برب) مستقاة من الكلمة الانجليزية Be Right Back، واختصارها BRB. وهناك اختصارات أخرى كثيرة تستخدم لا معنى لها إذا أخذت خارج إطارها، وهي منتشرة في الإنترنت وبرامج المحادثة يعمد مرتادو الإنترنت على استخدامها، لكنها الحمية التي تعتمد على الجهل والتأليب على كل جديد دون سند علمي إلا إفتراءات ما أنزل الله بها من سلطان، وهي حمية تذكرنا بالدُّب الذي قتل صاحبه حباً وهياماً!! #نافذة: إن المبالغة والتشكيك، وتصوير كلمة أو لعبة بأنها أداة للحرب ضد الإسلام والمسلمين، هو إضاعة لوقت وجهد في حرب «دون كيشوتية» لا طائل من ورائها إلاَّ تصويرنا بالجهالة وضيق الأفق. nafezah@yahoo.com