تشكل الانتخابات البرلمانية ركيزة اساسية من ركائز الدولة الديمقراطية، وهي محطة مهمة للغاية في تكوين استراتيجيات وسياسات الدولة، وبها يتم تشكيل اللجان الرقابية على اداء الحكومات كما أنها قناة إيصال صوت الشعب للحكومة. البرنامج الانتخابي مرآة المرشح لدى الناخب، فهو يعكس توجهات واراء المرشح السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبما أن العقد شريعة المتعاقدين يجب ان يكون هو الخطة التي يعمل المرشح على تنفيذها في حال وصوله لقبة البرلمان. في الانتخابات النيابية السابقة قرأت ما يزيد عن 30 برنامج انتخابي من لجان دعم ومؤازرة للمرشحين على مستوى المملكة، وفيها من الشعارات والوعود التي تطرب لها الاذان وترقص لها القلوب، ومنها ما هو مكرر وكأنه نموذج يباع في المكتبة بعشرة قروش، ومنها شعارات ارتقت لمستوى ان توصف بالخيالية. الأداء النيابي للمجالس السابقة عموماً، لم يرضي الشارع الأردني في القضايا العمومية، ولا حتى على مستوى الدائرة الانتخابية في مجال الخدمات، الا من رحم ربي طبعاً، ولكن الكثرة غلبت الشجاعة، والواقع أدمى البراعة، ومرر المجلس العديد من القرارات اثارت سخط المواطنين. ذات الناخب الذي عبر عن سخطه بأداء مجلس النواب، نراه في الانتخابات التي تليها (متلصم) على باب المدرسة، و ابنه على عامود الكهرباء يعلق صور لذات المرشح، و سيارته لم تعد تميز لونها من كثر الصور والشعارات الداعمة للمرشح، والعذر هنا (مرشح اجماع العشيرة) او ابن عمي يا رجل!!، او الي بتعرفه احسن من الي ما بتعرفه..... عزوف بعض الناخبين عن الادلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الانتخابي، ناتج عن الأداء السلبي للبرلمان، اضافة الى التضامن مع المقاطعين وعلى رأسهم جبهة العمل الاسلامي، ناهيك عن التشوهات الناتجة من توزيع مراكز الاقتراع وبعدها عن اماكن اقامة الناخب وفق تقرير (راصد)، والأهم والأمر تراكمات نقل الاصوات والمال السياسي من الدورات السابقة، ناهيك عن بعض الاتهامات التي تتعلق بتزوير الانتخابات في الماضي ، ما افقد الناخب ثقته في امكانية التغيير. يوم الاقتراع ليس يوم عطلة ومرحلة يتم طي صفحتها، وانما هو يوم عرس وطني يجب على كل مواطن المشاركة والمساهمة فيه بوعي، ومن منظور الوطن الواسع ، مبتعدين عن المصلحة الشخصية و(الفزعة) الزائفة، فهو يوم انتاج نخبة سياسية تتحلى بالكفاءة والمصداقية قادرة على تحمل المسؤولية همها الاردن اولاً ، فلتكن فزعتنا هذه المرة للوطن وليس شيء اخر سوى الوطن.