القاهرة نواكشوط:الخليج حصلت الخليج على مشروع إعلان نواكشوط، الذي سيصدره القادة العرب في ختام أعمال قمتهم العادية السابعة والعشرين بنواكشوط اليوم الاثنين، والذي يحدد رؤيتهم في التعامل مع القضايا والأزمات الإقليمية والأمن القومي، إلى جانب القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وفي ما يلي نص مشروع الإعلان: نحن قادة الدول العربية المجتمعين في نواكشوط نؤكد على التمسك بالمبادئ والأهداف والمرامي الواردة في ميثاق جامعتنا العربية، والمعاهدات والبروتوكولات اللاحقة عليه، وتصميماً منا على تجسيدها واقعاً ملموساً بما يخدم العلاقات البينية ويقوي أواصرها على أساس التضامن العربي والمصالح العليا للأمة، واستشعارنا لمسؤوليتنا التاريخية تجاه بلداننا العربية، وحرصاً منا على مواكبة تطلعات الشعب العربي، وصيانة الحريات الأساسية، وترسيخ قيم الديمقراطية والعدل والمساواة لبناء مجتمعات قادرة على الصمود في وجه التحديات الدولية المعاصرة، واستلهاماً للقرارات الصادرة عن القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ بمصر يومي 28 و29 مارس/آذار 2015، التي أكدت أهمية بحث التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها بما يحفظ وحدة بلداننا العربية وسلامة أراضيها، وبعد تشخيص الأوضاع العربية الراهنة من منظور التحولات العميقة والأحداث التي شهدتها المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة، وما نجم عنها من تحديات بالغة لبنية النظام الإقليمي العربي، وبعد استعراض الخيارات المطروحة لتحديد مداخل استراتيجية تؤسس لمسار جديد في العمل العربي المشترك يعزز العلاقات العربية ويفتح آفاقاً للتعاون العربي الإفريقي من خلال الاهتمام بإقامة منطقة جوار عربي تصون الأمن القومي العربي وتسهم بالتصدي لظاهرة الإرهاب، نعلن: 1- التزامنا بانتهاج أنجع السبل العملية من أجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، بتطوير آليات مكافحة الإرهاب أياً كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين بنشر قيم السلام والوسطية والحوار، ودرء ثقافة التطرف والغلو ودعايات الفتنة وإثارة الكراهية، للارتقاء بمجتمعاتنا إلى مستوى الدفاع عن نفسها، وصيانة تماسكها واستقلالها سبيلاً إلى ارتياد مستقبل عربي آمن زاهر. 2 - تأكيدنا مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية في عملنا العربي المشترك، وعلى المضي قدماً في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي الممنهج، وعلى تكريس الجهود كافة في سبيل حل شامل وعادل ودائم، يستند إلى مبادرة السلام العربية، ومبادئ وقواعد القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة. ونرحب في هذا السياق بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بما يكفل حق الشعب الفلسطيني، وفق إطار زمني محدد في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الإقليمية، وحدودها الدولية، مطالبين المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان العربي المحتل والأراضي المحتلة في جنوب لبنان إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967. 3- نجدد إيماننا الراسخ بضرورة توثيق أواصر الأخوة وتماسك الصف العربي انطلاقاً من وحدة الهدف والمصير وتطوير العلاقات البينية وتجاوز الخلافات القائمة والتأسيس لعمل عربي بناء يراعي متغيرات المرحلة وتطلعات الشعب العربي، وينطلق من التشبث بالطرق الودية في معالجة الأزمات العربية، وبتحقيق المصالحة الوطنية وتسوية الاختلافات المرحلية سداً لذريعة التدخل الأجنبي والمساس بالشؤون الداخلية لبلداننا العربية، واستناداً إلى ذلك ندعو الأطراف الليبية إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد، والتصدي للجماعات الإرهابية، ونناشد الفرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت، وفي السياق ذاته أن يتوصل الأشقاء في سوريا إلى حل سياسي يعتمد مقومات الحفاظ على وحدة سوريا، ويصون استقلالها وكرامة شعبها. وندعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ونسانده في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الإرهابي. ونرحب بالتقدم الحاصل على صعيد المصالحة الوطنية الصومالية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وإننا إذ نؤكد تضامننا مع السودان في جهودها لتعزيز السلام والتنمية في ربوعها وصون سيادتها الوطنية، وترحيبنا بعملية الحوار الوطني الجارية، نرحب بالجهود المتصلة بتفعيل مبادرة السودان الخاصة بالأمن الغذائي العربي أحد ركائز الأمن القومي العربي. 4 - رغبتنا الأكيدة في خلق بيئة نابذة للغلو والتطرف، من خلال العمل على ترسيخ الممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد، واحترام حقوق الإنسان، وتوسيع مشاركة المرأة، والنهوض بالشباب لتوظيف طاقاته وإمكاناته في الرقي بالمجتمعات العربية، وفي تقلد مواقع اتخاذ القرار لتعزيز انتمائه للمجتمع وفعاليته فيه، وتحصينه بالعلم والوعي من الوقوع فريسة لتنظيمات العنف والهجرة غير الشرعية 5 - حرصنا على إرساء فيم التضامن والتكافل بين الدول العربية ودعم القدرات البشرية ورعاية العلماء العرب وإيلاء عناية خاصة للعمالة العربية، وتمكينها من تبوؤ الصدارة في فرص التشغيل داخل الفضاء العربي توطيداً لعرى الأخوة، وحفاظاً على هويتنا ومقوماتنا الثقافية والحضارية. 6 - تصميمنا على صيانة وحدتنا الثقافية، وتشبثنا باللغة العربية الفصحى رمز الهوية العربية، ووعاء الفكر والثقافة العربية، والعمل على ترقيتها وتطويرها بسن التشريعات الوطنية الكفيلة بحمايتها، وصيانة تراثها، وتمكينها من استيعاب العلم الحديث والتقنية الدقيقة، ومن المساهمة في الثورة العلمية والمجتمع الرقمي، وبنشرها على المستوى الإقليمي كرافد من روافدنا الثقافية والحضارية في المنطقة، والعمل على تعزيز مكانتها دولياً لإثراء الثقافات العالمية والحضارة الإنسانية. 7 - سعينا في سبيل تطوير منظومة العمل العربي المشترك وتوسيع مضامينه، وتكليف المؤسسات العربية المشتركة بالعمل على تطوير أنظمة وأساليب عملها والإسراع في تنفيذ مشروعات التكامل العربي القائمة وتوسيع فرص الاستثمارات بين الدول العربية، وإيجاد آليات لمساعدة الدول العربية الأقل نمواً، وتأهيل اقتصاداتها وتوجيه الاستثمارات العربية في القطاعين العام والخاص نحو تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تستهدف الشباب، وتنشيط الاقتصاد الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة والتقليل من المخاطر البيئية وفقاً لمرجعيات قمة باريس الأخيرة حول البيئة. 8 - دعمنا لجهود الإغاثة الإنسانية العربية والدولية الرامية إلى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحروب والنزاعات من لاجئين ومهجرين ونازحين، ولتطوير آليات العمل الإنساني والإغاثي العربي، واستحداث الآليات اللازمة داخل المنظومة العربية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة ومساعدة المتضررين والدول المضيفة لهم. 9 - تجديدنا الدعوة إلى إلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة الانتشار النووي، وإخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية ونظام الضمانات الشاملة، وتوجيه وزراء الخارجية العرب لمراجعة مختلف قضايا نزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، ودراسة كل البدائل المتاحة للحفاظ على الأمن القومي العربي والأمن الإقليمي، وتأكيد ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. 10 - دعوتنا لتعزيز سبل التعاون والشراكة مع مختلف الدول الصاعدة، ومع التكتلات والمنظمات الإقليمية والدولية في إطار المنتديات والأطر المؤسسية القائمة بين الجامعة العربية وهذه الأطراف التي يشكل التعاون العربي الإفريقي فيها بعداً استراتيجياً مهماً، وصولاً إلى بناء شراكات فاعلة تحقق مصالح جميع الأطراف وتسهم في ازدهار التعاون الدولي، وفي هذا الإطار نرحب بعقد الدورة الرابعة للقمة العربية الإفريقية في مالابوا عاصمة غينيا الاستوائية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. 11- ترحيبنا بتعيين أحمد أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة العربية، متمنين له التوفيق في أداء مهامه، ومعربين عن جزيل الشكر والتقدير لنبيل العربي الأمين العام السابق للجامعة على الجهود التي بذلها طوال فترة عمله، لتعزيز مسيرة العمل المشترك في ظل أوضاع عربية ورهانات إقليمية ودولية بالغة التعقيد، وعن كل التقدير لمسؤولي الأمانة العامة على ما أبدوه من حرص وبذلوه من جهد لإنجاح أعمال القمة. 12 - إعرابنا عن عميق الشكر والتقدير للرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا وللشعب الموريتاني وحكومته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى التنظيم المحكم والجيد لإدارة أعمال القمة، وعلى تحملها مسؤولية انتظام انعقادها.