لم يتعامل الاتحاد السعودي لكرة القدم مع إعلان نتائج التحقيق في قضية التلاعب بالطريقة الاحترافية التي تستجلي الصورة وتوضح الموقف من مختلف جوانبه، فات عليه أن يعقد رئيسه أحمد عيد أو المتحدث الرسمي مؤتمر صحفي تمشيا مع التقاليد المعروفة لأي حدث رياضي يترقبه الجميع، فما بالك بحدث زلزل الكرة السعودية وشوه سمعتها بقيادة مدربين عرب نالوا العقاب المستحق، وبالمناسبة فرائحة تلاعب بعض المدربين العرب في نتائج المباريات اصبحت تزكم الأنوف وصارت الأصبع تشير إلى بعض التوانسة والمصريين، وهذا فيه تشويه لسمعتهم واساءة للكرة السعودية وأمر يفرض المطالبة بعدم التعاقد مع أي شخص تدور حوله الشبهات. اما الغريب والذي ربما لم يتنبه له البعض فأكثر من مدرب عربي يعمل في السعودية من الصعب أن يغادر إلى بلاده، فإذا طرده فريق تلقفه الفريق الآخر على وجه السرعة وكأنه سقط عليه من السماء وسط علامات عدة على الرغم من قدراته المتواضعه وتاريخه السيء، ومن هنا باتت متابعة المباريات لاسيما دوري الأولى والدرجة الثانية، والقسم الأخير من دوري الأضواء حاجة ملحة تفرضها ضرورة التنافس الشريف وحماية المباريات من التلاعب خصوصا إذا كان المدير الفني من المدربين العرب. محمد المعمر وعلي كميخ وعبدالرحمن الجروان وبندر الأحمدي وغيرهم حذروا سابقا وحاليا وكان الصوت حول التلاعب يعلو، والنتيجة لم يتحرك اتحاد الكرة لولا أن هيئة الرياضة تدخلت أخيرا ووضعت الاتحاد ولجنة الانضباط أمام الأمر الواقع، والسؤال الصعب (كيف سيكون الموسم المقبل في ظل وجود عدد من المدربين العرب؟ هل تكون الرقابة والصرامة أكبر، وهل الأمر يتطلب من كل متضرر أن يذهب مباشرة إلى هيئة الرياضة ليخبرها بالكوارث ويشرح لها تفاصيل فسادا جديد في المباريات؟)، واقع الرياضة على مستوى كرة القدم السعودية يحتاج إلى غربلة وإلى نزاهة في العمل والتعامل والشجاعة في اتخاذ القرارات، لا إلى دمدمة الأمور على طريقة قضية حارس نجران جابر العامري وتركي الثقفي، ورئيس القادسية ولاعب الدرعية وقضايا أخرى ولجت الأدراج ولم تخرج منها، بسبب سوء العمل والخوف والمجاملات وعدم وضع مصلحة الكرة السعودية ونزاهة المباريات في المقام الأول؟.