يحق لعالم الدين أن يدلي برأيه بأي حدث أو شأن يشغل المجتمع، شأنه شأن أي فرد في المجتمع، لكن ما لم يرتبط هذا الرأي بمسألة فقهية أو فتوى شرعية، فإن رأيه وموقفه من أي قضية عامة يبقى رأيا شخصيا لا يلزم غيره بشيء، ولا يجب أن ينزله البعض منزلة الفتوى المقدسة! مثال ذلك رأي أحد العلماء الأجلاء من أعضاء هيئة كبار العلماء بلعبة «بوكيمون» حيث رأى أنها تضر بالأمن الوطني وتكشف مواقع سرية ووصفها بالخيانة الوطنية المحرمة، واتهام هذه اللعبة بأنها من وسائل التجسس وكشف المواقع الحساسة لم يثبت عليه أي دليل حتى الآن وهو من كلام الجرايد، وسواليف المجالس، وبالتالي فإن رأي فضيلته لا يخرج عن هذا الإطار إلا إذا كان يعتمد على أدلة قاطعة تثبت هذه الاتهامات، ورغم أن الاحتمالات مفتوحة لصحة أو خطأ كل ما يشاع عن هذه اللعبة، إلا أنه حتى الآن لا أعرف أن أي جهة رسمية أو أمنية أو تقنية أو بحثية في أي من القارات الخمس أعلنت أنها تستخدم في التجسس! العلماء والمفتون لا يجب أن يغادروا حقول تخصصاتهم المرتبطة بمعاملات وعبادات تنظمها وتحكمها الأدلة الفقهية والشرعية البينة إلى الإدلاء بآراء في كل شيء تقريبا تحليلا أو تحريما خاصة عندما يتم الاستناد إلى اجتهادات شخصية دون أدلة قطعية من الكتاب والسنة، وإذا مارسوا حقهم كأفراد في المجتمع في التعليق على مجريات الأحداث والقضايا، فإنها تبقى آراء شخصية وليست فتاوى!