يواصل مهرجان ليوا للرطب الذي يُقام في المنطقة الغربية بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، تقديم فعالياته المتنوعة والهادفة، وقد شهد المهرجان منذ انطلاقته، يوم الأربعاء الماضي، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، إقبالاً متميزاً من قبل المزارعين والمشاركين والزوار، حيث تستمر فعالياته حتى الـ 30 من يوليو الجاري. حكاية البحر وأسراره قال النوخذة جمعة محمد حبتور الرميثي، إن الجناح يضم بعض الأدوات التي كان يستخدمها أهل البحر وقدامى النواخذة، حيث هناك التيين، الذي يكون على شكل شبكة معلقة في رقبة الغواص يضع فيها المحار حتى يخرج من الماء، والمفرقة المستخدمة في فلق المحار، إلى جانب أدوات الصيد وتجارة اللؤلؤ وبناء القوارب ومعدات الغوص ونماذج عن السفن، ويضم كذلك العديد من نماذج السفن التقليدية وغيرها الكثير من الأعمال الجاذبة التي تروي حكاية البحر وأسراره. وأشار إلى أن الجناح بما يضمه يُشكل رسالة هادفة لتعريف الزائرين من أبناء الإمارات والسياح من مختلف الجنسيات بتاريخ وتراث الدولة، حيث يحمل في طياته رسالة تؤكد أن حضارة الإمارات تمتد على الجوانب كافة، ويعتبر الجانب البحري من التراث العريق الواجب علينا أن نحافظ عليه ونعتز به ونعرفه للجمهور، مشيراً إلى ضرورة إبرازه بصورة واضحة لتعليم الأجيال الناشئة هذا التراث ولتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل. وقال مدير المهرجان عبيد خلفان المزروعي، إن المهرجان يعتبر منصة تُعنى بإحياء التراث وإعطاء الصورة المثلى للعادات والتقاليد التي يتميز بها أبناء الإمارات، إلى جانب تسويق منتجات مزارع النخيل من الرطب بأنواعها المختلفة وتشجيعهم على التوسع بزراعة الأصناف الجيدة من التمور، وزيادة العائد الاقتصادي للأسر من إنتاج وتسويق الرطب، فضلاً عن اتاحة الفرصة أمام الجمهور للتعرف إلى الزراعة في الدولة، التي باتت تشمل أنواعاً من الفاكهة والخضراوات. وأكد أن المهرجان بات مقصداً لأصحاب مزارع النخيل وأبناء الإمارات وعشاق النخل، وذلك لتحوله منصة تعريفية ومجلساً للالتقاء وتبادل الخبرات حول زراعة النخيل ومواسم الرطب، وكيفية حماية مزارعهم وشروط المسابقات وطرق الفوز، وغيرها من الامتيازات التي توفرها اللجنة المنظمة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين. من جهتها، أكدت بلدية المنطقة الغربية أن مشاركتها في مهرجان ليوا للرطب تأتي جزءاً من مشاركاتها الدائمة للنشاطات الثقافية والتراثية في المنطقة الغربية، ودعم المجتمع المحلي، بالإضافة الى الخدمات العديدة التي تقدمها البلدية لمنظمي المهرجان والجمهور. وتقوم البلدية بتجهيز الموقع الدائم للمهرجان، وإنشاء المسطحات الخضراء، وزراعة أشجار النخيل في المنطقة المحيطة للمهرجان بالإضافة الى أعمال التسوية الترابية. كما تشارك بلدية المنطقة الغربية في المهرجان بجناح مميز يتم من خلاله التواصل مع الجمهور واطلاعهم على الخدمات التي تقدمها البلدية، حيث تقدم من خلال جناحها الهدايا التذكارية للزوار، بالإضافة الى الخرائط والمطبوعات المختلفة للتعريف بمدن المنطقة الغربية، ومطبوعات حول النباتات البرية التي تزخر بها المنطقة. وتشارك البلدية بمسابقات ثقافية وتراثية متنوعة تقدم من خلالها جوائز للفائزين، وذلك بقرية الطفل في موقع المهرجان. وتحرص بلدية المنطقة الغربية على المشاركة في جميع المهرجانات والأنشطة التراثية والاجتماعية المختلفة التي تقام بالمنطقة الغربية كمهرجان الظفرة للإبل بمدينة زايد، ومهرجان ليوا للرطب ومهرجان تل مرعب بمدينة ليوا، ومهرجان الغربية للرياضات المائية، وذلك انطلاقاً من حرصها ومسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي، ورؤية النظام البلدي الرامية إلى توفير نظام بلدي ذي كفاءة عالمية يحقق التنمية المستدامة المنشودة ويعزز معايير جودة الحياة في إمارة ابوظبي، وتوفير متعة وسهولة العيش لسكان المنطقة الغربية في منطقة جاذبة تتميز ببيئتها الصحية ومظاهرها الحضرية من خلال توفير بنية تحتية وخدمات بلدية مميزة. ويسلط مهرجان ليوا للرطب من خلال منصاته المتنوعة الضوء على العديد من المهن الإماراتية التي تحكي تاريخ الأجداد والآباء، وتروي حكاية عشق بين الأرض والبحر ممزوجة بعبق التاريخ الأصيل، حيث يتوسط ساحات المهرجان جناح «النوخذة جمعة الرميثي»، الذي يقدم للزائر صورة مشرقة لأهم المهن البحرية التراثية والحرف المرتبطة بها، التي كان يمارسها الأجداد والآباء في الماضي. ويستقطب جناح الحرف البحرية في المهرجان أعداداً كبيرة من الزوار الشغوفين بالتعرف إلى كنوز الموروث الإماراتي، حيث يشكل التراث البحري الملاحي جزءاً أصيلاً من التراث الشعبي في الدولة، كونه يرتبط بشكلٍ وثيق بفترة ما قبل النفط، ولقد مارس الإماراتيون منذ القدم مهن البحر، التي تضمنت الكثير من الأعمال كبناء السفن بطرق علمية مدروسة، والصيد والغوص وتجارة اللؤلؤ.