أكد الدكتور أنور حاميم بن سليم، مستشار ومدرب تنمية بشرية وإبداع وابتكار، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، اتجهت إلى عالم الابتكار من مبدأ إن لم تتقدم تتقادم، مشيراً إلى أن القيادة الرشيدة استثمرت في الكادر البشري، واعتبرته رأس المال الحقيقي الذي يقود إلى التنمية الشاملة والمتوازنة. وقال في حوار مع الخليج إن الابتكار مهم لكونه يسهم في التنمية والاقتصاد، وخلق فرص عمل جديدة، فضلاً عن كونه يسهم في تقليل التكاليف والنفقات على الصعيدين الحكومي والخاص، لافتاً إلى أهمية غرس ثقافة الإبداع والابتكار في الأطفال ودور المؤسستين الأسرة والمدرسة في تنمية قدرات الأطفال، وتمكينهم وتحصينهم ثقافياً ومعرفياً. وفيما يلي تفاصيل الحوار: * ما المقصود بالإبداع والابتكار؟ - إذا تحدثنا عن عالم الإبداع فهو عالم كبير جداً ومتشعب، وهناك الكثير من التعريفات، ومن أفضل التعريفات أن الإبداع هو أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة، وأن ترى ما لا يراه الآخرون، وأيضاً هو الإتيان بجديد. قال الله تعالى بديع السموات والأرض أي أبدع الشيء من غير مثيل سابق. ويصنف الإبداع إلى عدة مستويات، هي: الإبداع الفردي وهو الأساس - الإبداع الإداري - الإبداع الجماعي - الإبداع المؤسسي، أمّا الابتكار فهو وليد من الإبداع، وهو صناعة المستقبل، وإخراج فكرة جديدة، ويأتي من بكر أي استقدام الشيء قبل أوانه، والابتكار قد يكون أسلوب حياة أو كمنتج جديد، وهو ليس اختراعاً، فآينشتين لم يخترع العلاقة بين الطاقة والكتلة وسرعة الضوء، ولكنه اكتشفها، ونيوتن لم يخترع الجاذبية، ولكنه اكتشفها، وكلاهما مبتكر. * ما أهمية الإبداع والابتكار في حياتنا؟ - يسهم الابتكار في التنمية والاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة وإنشاء أسواق جديدة لما تم ابتكاره من منتجات، ويسهم في تقليل التكاليف وخفض النفقات سواء على الصعيد الحكومي أو الخاص، ونستطيع أن نقول إن الابتكار ضروري لأجل الحفاظ على البقاء ضمن عالم المنافسة. * كيف نغرس مفاهيم التفكير الابتكاري في أبنائنا؟ - غرس ثقافة الإبداع والابتكار في الأطفال هي مسؤولية الوالدين بالدرجة الأولى، فعليهم أن يشجعوا أبناءهم ويزرعوا فيهم التربية العقلية الإبداعية في التفكر والتأمل، والبحث نحو توسيع مداركهم وتنمية معارفهم. عليهم ألّا يحجموا الخيال، لأن الخيال أول مراحل الإبداع، فلا يهزؤون من أي فكرة يطرحونها، وأن يتجنبوا الكلمات الهدامة مثل أنت لا تفهم - أنت غبي - لا فائدة منك وغيرها من الكلمات التي تؤثر في شخصياتهم، كذلك، وألّا يقارنوهم بغيرهم بل يجب عليهم أن يشعروهم بأنهم يفتخرون بهم، وأن يشاركوهم في اتخاذ القرارات المناسبة. * إلى أي مدى تسهم ثقافة الابتكار في تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة؟ - لقد اتجهت دولة الإمارات إلى عالم الابتكار، من مبدأ إن لم تتقدم تتقادم، كذلك من الرؤية الثاقبة والرائعة للقيادة الرشيدة في استثمار الكادر البشري، الذي هو رأس المال الحقيقي، وهناك مقولة رائعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قال: نحن نستثمر في العقول أولاً، ثم نستثمر في الحقول، فقد أدت كل هذه الخطوات إلى جعل دولة الإمارات في المنافسات العالمية، وقد حققت الكثير من الجوائز والمراكز المتصدرة في مجال الطيران والبنية التحتية، وفي مستوى غياب الجريمة والتكنولوجيا الحكومية وغيرها من الإنجازات الابتكارية، والتي ستستمر بإذن الله ثم بعقول كل من يحب هذا الوطن الغالي. لقد أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قراراً بإعلان عام 2015، عاماً للابتكار، وتبعه إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، ووزراء الحكومة بتشجيع ثقافة الإبداع والابتكار، وإنشاء إدارة للابتكار في كل جهة حكومية، ووضع الجوائز والمسابقات، والتي تصب في مصب زيادة الوعي بالابتكار، كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أسبوع الابتكار من 22- 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، والذي تكلل بالورش والمشاركات والمسابقات الإبداعية والابتكارية. * كيف نستطيع تخطي المعوقات؟ - نستطيع تخطي المعوقات بأن نبدأ بتثقيف الوالدين بالأساليب الحديثة للتربية ومهارات توجيه وتشجيع أبنائهم، كذلك بوضع البرامج المدرسية المحفزة للابتكار، وإضافة مادة الإبداع والابتكار كمادة رئيسية حتى يتغلغل الحس الإبداعي لديهم، كذلك على المستوى الحكومي يتم تكثيف الورش والدورات التدريبية، ومتابعة قياس الأثر العائد عليهم، وكيفية التطبيق في حياتهم العملية. بهذا سنستطيع وضع بصماتنا في كل المحافل وفرض وجودنا في المراكز المتقدمة.