×
محافظة المنطقة الشرقية

الأرصاد: رياح مثيرة للغبار تحد من الرؤية الأفقية بمكة والمدينة 

صورة الخبر

لا مزايدة على حق الشعوب في تقرير مصيرها ، ولا صوت يعلو على حقها في اختيار من تراه مناسباً لقيادتها ، وليس من المنطق قبول تحوَّل دون أن تكون الشعوب هي مُسوِّغه الأول ليُصبحَ نافذاً على أرض الواقع . هذه مُسلّمات لا تقبل القسمة على اثنين وأجزم أن من يعي أبجديات الديمقراطية ستكون جزءاً لا يتجزأ من ثقافته الشخصية التي هي المُحرِّك لكل سلوك يُمارسه ، ويبني عليه تصوراته الذهنية في كيفية التعاطي مع الأحداث التي سيتفاعل معها. وتأسيساً على ما سبق فإن ما حدث في تركيا كشف لنا جانبين مهمين تَمثَّل الأول في وعي الشعب التركي بضرورة المحافظة على شرعيته التي منحها عبر صناديق الاقتراع لحزب العدالة والتنمية ، بينما انحاز الثاني من بعض أبناء جلدتنا إلى التطبيل لشخص الرئيس أوردغان وإحالة تعاطي الشعب الإيجابي مع الانقلاب للزعيم الذي يرون فيه أنه الخليفة المُنتظّر على حساب الوعي الجمعي للأتراك ، فقد أرعد وأزبد مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي في ترسيخ الحزبية التي ظهرت جليِّاً في كتاباتهم المُتشنجة، وتأكد من قرأ الطرح بتجرُّد وموضوعية أن القوة الدافعة لهكذا تفاعل هو الفكر الإخواني الذي يُشكل القاسم المُشترَك بينهم بعيداً كل البعد عن الهوية الرسمية التي يحملونها أو الديمقراطية التي دافع عنها الشعب التركي. إن بروز الحزبية الجديدة المُتمثلة في تقديس شخصية الرئيس أوردغان بهذا القدر من الوضوح يعني أننا أمام مُنعطف يتقاطع مع مسألة في غاية الأهمية ألا وهي الولاء والانتماء ؛ إذ لم نجد الكثير ممن جنَّد نفسه أياماً طوالاً للدفاع عن أوردغان للكتابة عن رموز الوطن على مر العقود الماضية والدعاء بالنصر المؤزَّر لجنودنا البواسل على الحد الجنوبي والرفع من نفسية رجال أمننا في مواجهة بؤر الإرهاب، وإنْ فعل البعض منهم فعلى استحياء متناسياً أن أوردغان وفي أغلب أحاديثه الإعلامية يؤكد على أن العلمانية أهم المبادئ التي قامت عليها تُركيا وسيُعزز حزبه بقاءها في الوقت الذي يرفض مؤيدوه الجُدد في منهجيتهم فلسفة العلمانية في تناقض مُخل بين ما يؤمنون به ودعم مَنْ يتبناها في سياسته. Zaer21@gmail.com