×
محافظة المنطقة الشرقية

قسم أمراض وزراعة الكلى بالسلمانية يحتفل بتطوير مشروع الاستصفاء البريتوني

صورة الخبر

واستعرض معاليه مجموعة من المسائل والأمور المتصلة بمنهاج النبوة في الدعوة إلى الله : أولها الازدياد من العلم لأنه لا صبر على جهل ، فالصبر المحمود هو الصبر مع العلم لأنه يكون عن يقين ومعرفة وعبادة واتباع، الأمر الثاني الصبر على طلب العلم ومراجعته وأعظم العلم، العلم بالقرآن، وبسنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وبمنهاج النبوة ومن تبعه ، وعدم المراجعة الكثيرة له في المنهاج وأعلاه التوحيد وضده ، والسنة والبدعة وضدهما ، ومنهاج التعامل مع الخلق ، الغفلة عن ذلك وعدم تكراره يورث خطأ في الطريق إما بعدم الصبر وسلوك طريق الاستعجال ، وإما بالانفلات وإما بضياع القلب نفسه وأعظم ما يصاب المرء في هاتين ، إما أن يحمله ما يرى على مخالفة المنهج ، وإما أن يحمله ما يراه لضياع قلبه ، أي بين تفريط وإفراط ولهذا كان من اللوازم الحرص على العلم ، ومراجعته وتكراره ، خاصة التوحيد والسنة لأن أعظم ما نحمل التوحيد والسنة ، هي ما كان عليه النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ في أموره كلها في الاعتقاد والعبادة والعمل، والخلق والتعامل، وفي شأنه كله ، وما منا إلا قريب أو بعيد من السنة فمن كان حرياً أو من كان متابعاً يسأل الله ـــ جل وعلا ــ الثبات ، ولا يأمن على قلبه ومن فرط على قلبه فيكثر من الاستغفار ، وينيب ويعود ويعلم أن سنة الحياة والابتلاء قائمة. وواصل معاليه يقول : الأمر الثالث هو اليقين بأن ما واجهه الرسل ــ عليهم صلواته وسلامه ـــ أقل مما نواجه فمع الخير الكثير الذي نحن فيه فنواجه شراً ، ومعرفة سيرة الرسل ــ عليهم الصلاة السلام واليقين بذلك تورث ثباتاً ويقيناً ومعرفة في تقدير الأمور صغيرها وكبيرها ، فالذي يجعل كل الأمور كبيرة لم يصب منهج الرسل، ومن جعل كل الأمور صغيرة لم يصب منهج الرسل ولذلك كان من الفقه المهم في القرآن الكريم ، فالقوة قوة الحق ، قوة الإسلام لها أحكام ولها تصرفات ، وبضدها يكون هناك تصرفات وأحكام ، وإذا كان هناك قوة ، وهناك شأن فقه وإذا كان ضعف هنا شأن وفقه ، وطالب العلم إذا نظر إلى المراغمة ، والمغالبة ، والابتلاء من الله ـــ جل وعلا ــ بالحق والباطل دون فقه في الآيات الكثيرة التي فيها ذكر الحق ، وظهوره ، وفيها عدم ظهور الحق فإنه يغلب على صواب الرأي ولا يوفق له ، لذلك :{فاصبر إن وعد الله حق ولا يتسخفنك الذين لا يوقنون} فهذه مسألة عظيمة جداً في معرفة الصواب ، الصبر وعدم الاستخفاف ، الاستخفاف يكون تارة في استخفاف المشاعر ، استخفاف المواقف لأن عدوك يتمنى أن تخطئ فيُتبع التصرف معك بخطئك ، ولم يكن صبر النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ في مكة وفي أول هجرته للمدينة في أمور كثيرة وحكمته وحسن تعامله وخروجه لم يكن عن ضعف في القلب ، وإنما كان عن وحي وفقه ، وإلا فالقلب تعلقه وحسن صلته بالله ــ جل وعلا ــ يجب أن يكون في كل حال فلذلك فقه القوة والضعف لا بد أن يستصحب. واستطرد معاليه يقول : الأحوال إذا تغيرت فالداعية يجب أن ينزل ما قاله ، وفعاله ، وفهمه بحسب الحال هذا هو الذي كان عليه النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ والصحابة رضوان الله عليهم ، وأئمة الإسلام ، فالكل حق فموافقته لأهل الكتاب ـــ عليه الصلاة والسلام ــ في أول هجرته للمدينة فيما لم يؤمر فيه حق ، ومعاهدته مع اليهود حق ، وجهاده في آخر الهجرة حق، لذلك كان من اختيارات شيخ الإسلام بن تيمية التي رجحها المحققون من أهل العلم أن باب المغالبة ليس فيه ناسخ ولا منسوخ ، باب المراغمة والمغالبة بين الحق والباطل ، بين أهل الإسلام وغيرهم ليس فيهم ناسخ ومنسوخ بل كل حكم يكون بحسب الحال ، وهذا إذا صار واضحاً حبذنا دائما مع الفقه فيه الرجوع في تعليم الناس إلى الأصل وهو الإيمان ، الإيمان لأن كل المواضع في المنهيات ، والمأمورات فيما لا يتصل بالإيمان ، والعبادات والأركان هذه تأتي وتذهب ولكن مرسوخ الإيمان هو الذي يعطي القوة في مواجهة التغيرات. // يتبع // 22:32ت م spa.gov.sa/1521287