وثّقت وكالة الأناضول، المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي جرت في 15 يوليو الجاري، في تركيا، في كتاب، باللغتين التركية والإنجليزية، بعنوان “المحاولة الانقلابية لمنظمة فتح الله غولن الإرهابية لحظة بلحظة”. ويتضمن الكتاب تسلسلًا زمنيًّا من الأخبار التي أعدها مراسلو الأناضول، والصور التي التقطها مصوروها الصحفيون في مواقع الحدث، إضافة إلى ردود الأفعال تجاه المحاولة. ويعرض الكتاب مقاومة الشعب التركي للمحاولة الانقلابية، ونزوله إلى الشارع بناءً على نداء الرئيس رجب طيب أردوغان، ومواقف زعماء الأحزاب السياسية والوسائل الإعلامية ضد الانقلاب، إضافة إلى ردود أفعال السياسيين من العالم وتصريحاتهم الداعمة لتركيا، وصور مثيرة توثق الأحداث. الكتاب المقرر توزيع نسخه مجانًا، تضمن إدانات الأتراك في جميع أنحاء العالم للمحاولة الانقلابية، والشهداء والجرحى أثناء مقاوتهم للانقلابيين، وعمليات القبض على المتورطين في المحاولة، مع إنفوغرافيك للإحصائيات الصادرة منذ 20 يوليو الجاري حول الموقوفين والمبعدين عن العمل والمحبوسين. رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول، مديرها العام، شينول قازانجي، قال في المقدمة، “إن إعداد مثل هذا الكتاب جاء كي لا تتكرر مرة أخرى مثل هذه المحاولة الانقلابية، التي أُخمدت بشجاعة شعبنا، وبصمود قادتنا السياسيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وبتضامن وعزم وسائلنا الإعلامية”. وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة 15 يوليو، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. م.ن ;