ناقش المنتدى الاقتصادي الخليجي ـ البريطاني الثاني تطوير الشراكة الاستثمارية وكيفية تطوير آفاق التعاون الاقتصادي بين الجانبين. وناقش المنتدى الذي اختتم أعماله في مدينة لندن، البارحة الأولى، الذي نظمته غرفة التجارة العربية البريطانية بدعم من مجلس التعاون الخليجي وهيئة التجارة والاستثمار البريطانية ، خلال جلسته الأولى الإصلاح الاقتصادي الذي يراه المحاورون عامل نجاح في بناء اقتصاد متوازن وقوي وتحقيق نمو مستدام. وطرح المشاركون أهمية أن تخطو دول الخليج نحو تقليل اعتمادها على البترول والعمالة الخارجية، معتبرين أن الإصلاح الاقتصادي يختلف من دولة إلى أخرى، مشددين على أهمية تركيز جهود التكامل الاقتصادي على إيجاد حلول مشتركة . وتطرق المنتدى في جلسته الثانية إلى أهمية التنمية الاقتصادية كعامل رئيس في تحقيق استدامة المجتمعات، موضحين أن الأمن الغذائي والأمن المائي يشكلان تحديًا مهمًا في الدول النامية إلى جانب التحدي القائم في تأمين المسكن والفرص الوظيفية للأجيال القادمة. وفي الجلسة الثالثة، بحث المنتدى تحفيز ريادة الأعمال في قطاع الشباب، والنمو الاقتصادي الذكي الذي يرتكز على المعرفة والإبداع اللذين بهما يتم بناء مستقبل اقتصادي مستدام إلى جانب الحاجة إلى استشعار الحاجات الملحة والعزم المشترك من أجل تحقيق النجاح. وتناول في جلسته الرابعة، أهمية الشراكة بين القطاعين العام والقطاع الخاص في استجلاب الاستثمار واستخدام هذه الشراكة وسيلة في إدارة النمو الاقتصادي في دول الخليج وأداة لتعزيز الإمكانيات في جميع القطاعات. أما الجلسة الأخيرة, فقد ركزت على الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي وما إذا كان ذلك مصدر شعور بالقلق في قطاع الأعمال خاصة في ظل الشك القائم من نتائج الانسحاب أو فرصة لتوليد فرص استثمارية جديدة ومدى تأثير هذه التعقيدات المرتبطة في قطاع الأعمال والاستثمار الخليجي في بريطانيا. من جهته أشاد الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار بالعلاقات التجارية المتميزة التي تربط بين السعودية والمملكة المتحدة. وأشار في تصريح لوكالة الأنباء السعودية خلال مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي الخليجي البريطاني الثاني الذي تنظمه غرفة التجارة العربية البريطانية في لندن، إلى أن الحضور الرسمي العربي والبريطاني الكبير الذي حظي به المنتدى يدل على المكانة والأهمية الكبيرة التي يوليها الجانبان لتطوير التعاون في شتى المجالات التجارية والاستثمارية. وأوضح أن بريطانيا دولة صديقة وحليف تاريخي لدول المنطقة ولا بد من تضافر الجهود من أجل بحث الفرص والتحديات التي تسهم في تطوير الجسور الاستثمارية بين الجانبين خصوصاً بعد قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي، منوهاً إلى التوسع الكبير الذي حدث في التعاون التجاري والاستثماري بين دول الخليج وبريطانيا في مجالات عدة مثل التعليم والدفاع وغيرها من الأنشطة الاستثمارية. ولفت الانتباه إلى أن حجم الاستثمارات السعودية الضخمة في المملكة المتحدة التي تتفاوت من استثمارات تنفيذية وسياحية إلى استثمارات عقارية على المستوى الخاص تدل على تطور العلاقات التجارية بين البلدين الصديقين، مبيناً أن مشاركة المملكة في المنتديات الاقتصادية والاستثمارية في جميع المحافل الدولية تأتي من أجل التسويق لفرص الاستثمار والتغيير الذي تتبناه حكومة خادم الحرمين الشريفين وتماشياً مع رؤية المملكة 2030. كما لفت وزير التجارة والاستثمار إلى أن استثمارات رجال الأعمال السعوديين في المملكة المتحدة وصلت إلى ما يقارب 60 مليار جنيه استرليني تتفاوت من استثمارات تنفيذية وسياحية إلى استثمارات عقارية على المستوى الخاص.