مع التقدم في العمر، يصاب الجميع بتصلب الشرايين بدرجات تتبــــاين من شخص الى آخر، فتتحول الشرايين من أنابيب مطاطية مرنة مطواعة الى أنابيب سميكة وقاسية مهيأة للإصابة بالتضيق والانسداد. ويبدأ تصلب الشرايين عادة اعتباراً من سن 35 عاماً، ويتضاعف حصوله كل 10 سنوات. وهناك عوامل تساهم في تعجيل حصوله، أبرزها السمنة، والشيخوخة، وارتفاع ضغط الدم، والداء السكري، والإفراط في تناول السكريات والمآكل الدسمة. ولا تسلم شــرايين الدماـــغ من الإصابة بالتصلب، إذ تبدأ الـــمركبـــات الدهــــنية التـي تسري في الدم بالتراكم شيئاً فشيئاً في داخلها، لتشـــكل هضـــبة تـــكون صغيرة في الـــبداية لكــنها تكبر مع مرور الزمن لتتسبب في نشوء تضـــيق يتــرتب عنه نقص في الإمدادات الدمــوية إلى المنــطقة التي تتــغذى بالشريان. وقد تتوسع الهضبة الشحمية لتسد الشريان بالكامل، ما يعرّض خلايا المنطقة لخطر التلف والموت. إن تشخيص مرض تصلب الشرايين باكراً يعد أمراً صعباً للغاية إن لم يكن مستحيلاً، لذلك يجب القيام بعدد من الخطوات المهمة على هذا الصعيد للوقاية من تصلب الشرايين، أبرزها الابتعاد عن الضغوط الحياتية، والإقـــلاع عن الـــتدخين، ومحاربة زيادة الوزن، والسيطرة على أرقام ضغط الدم، والعلاج الحازم للداء السكري، وتنظيم مــستوى الشحوم في الدم، خصوصاً الكوليستــرول، وتناول جرعة صغيرة من الأسبيرين يومياً، والإكثار من استهلاك الفواكه والخضار، وممارسة النشاط الرياضي المنتظم، إذ تشير البحوث الى أن المشي كل يوم يترك آثاراً ايجابية على الشرايين. إن التمتع بصحة عقلية جيدة يعتمد في الدرجة الأولى على سلامة الشرايين الدماغية التي توصل الغذاء والهواء والماء إلى كل خلية من خلايا المخ، فحريّ بنا أن نعمل ما في وسعنا لنحافظ على الشرايين سالكة، وإلا فإن التبعات ستكون وخيمة.