ينطبق الحال كل الحال على لاعبي الكرة الطائرة الذين صالوا وجالوا وأسسوا لها تاريخاً ناصعاً بالبطولات والإنجازات وهم كحال لاعبي كرة السلة ابتعدوا وتركوا وراءهم فراغاً كبيراً لم يسده الجيل الحالي مما يفتح المجال أمام الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» أن يثير السؤال: قدماء اللاعبين تحتاج إليهم اللعبة لكنهم مبتعدون ما الأسباب؟ الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» أجرى اتصالات مع مختلف اللاعبين السابقين من غير المدربين أو الإداريين الحاليين ومن عصور متباعدة أو متقاربة من أجل التعرف على الأسباب التي تجعلهم يبتعدون ولا يتقدمون حتى لعضوية مجلس الإدارة سواء في الانتخابات الماضية أو اللاحقة أسوة بالتحقيق السابق في مجال كرة السلة؟ لكل زمن جيله الكابتن حسن بورشيد كابتن المنتخب ونادي الحالة السابق والمشارك في إنجاز سبع بطولات دوري لناديه وكؤوس على مستوى الكبار قال رداً على سؤال: لماذا لم تتواجد كعضو إداري بعد توقفك عن اللعب لتسهم في تطوير اللعبة كما أسهمت في إعلاء شأن نادي الحالة؟ قال حسن بورشيد: في الحقيقة وإنصافاً للتاريخ الرياضي فإنه بعد تركي الكرة الطائرة انشغلت بأمور الوظيفة الرسمية في البنك، ولم يعد هناك مجال أمامي لمواصلة الاستمرار في العطاء سواء على مستوى نادي الحالة أو اتحاد اللعبة، وتابع: العمل في البنك أخذ كثيرا من وقتي وكنت أتمنى أن أواصل العطاء وأقدم ولو الشيء القليل لبلادي لكن الظروف حالت دون ذلك. وكشف إنه تعرض لبعض المشاكل الصحية بعد تقدمه في السن وقال: إن الإنسان الرياضي يكون سعيداً إذا واصل، لكن حين تعترضه بعض الظروف يشعر بالحزن والأسى على ما فات. وقال: من الطبيعي أن يكون هناك عدد من الأولويات والمحافظة على نمو العائلة شيء من الأولويات المهمة والكل يقدر هذا الموضوع ولو باليد حيلة لكنت من ضمن العاملين في المجال الرياضي والإداري باتحاد اللعبة، وقال: إننا قدمنا الشيء الكثير أنا وأشقائي لنادي الحالة ونأمل أن يواصل أبناء هذا الجيل تكملة الرسالة وأنا سعيد في الوقت الحاضر بأن هناك من يسأل عنا في مجال الصحافة الرياضية ويقدمنا لأبناء هذا الجيل ليتذكروا ماضينا وكل زمن وله جيله ونسأل الله التوفيق إلى الجميع. ورداً على سؤال فيما لو دعيَ إلى العمل الإداري بالتعيين قال: في زمني الحالي وهذه حقيقة لا أستطيع مجاراة الزمن ولا أتمكن من آخذ زمني وزمن غيري فالأفكار تختلف بين الأجيال وفي النهاية يبقى العمل الصالح، واقترح حسن بورشيد أن يتم الاحتفاء بأبناء الأجيال المختلفة في مختلف المناسبات ليكونوا قريبين من بعض وقال: إن صلة الترابط الرياضي أمر مهم ولا يجوز تجاوزها لأنّ الجيل الحالي سوف ينتهي ويكمله الجيل التالي والرياضة جسر من العلاقات التي لا تنقطع. العمل يحول دون الاستمرار وقال لاعب نادي النصر والمنتخب الوطني السابق الكابتن عبدالنبي عبدالوهاب: في الواقع إن ظروف وتقلبات الحياة بالنسبة إلى اللاعبين السابقين أمثالي وغيري تختلف عن ظروف الحياة للاعبي الأجيال الحالية، وتابع: كنا في السابق منهمكين في الحياة وفي التدريبات وخوض المباريات الرسمية وغيرها وتمثيل المنتخبات وفي الفترة الشبابية كانت لنا آمال وتطلعات وأهداف والكثير منها حققناها لكن الذي غلب على تفكيرنا كيفية المحافظة على الأسرة والعمل في آن واحد وهما أمران مهمان جداً. وقال أيضاً: قد تجد الكثير من الأفكار تغيرت بفعل تطور الزمن واللاعبين السابقين الذين يتقدمون في السن ومنهم من يترك مجال اللعبة لغيره لا يستطيع أن يجاري زمن غيره وعلى هذا الأساس نجد اللاعب السابق يركض وراء لقمة العيش لكنه مخلص للعبته في الوقت نفسه، وإن كنا لم نحصل على فرصة العمل الإداري في اتحاد اللعبة فقد حصلنا على فرصة التدريب في النادي، وصنعنا عددا من الأجيال وهو شرف كبير لنا نعتز به إلى هذا اليوم وعليك أن تسأل اليوم ماذا كسبنا؟ وأجاب: كسبنا احترام الناس والتاريخ وتركنا عددا من البصمات في ساحة هذه اللعبة، وقال: هل يمكن أن ينسجم عبدالنبي عبدالوهاب اللاعب السابق بإداري الجيل الحالي فإنّ قلت يمكن أن ينسجم فقد خدعت نفسك لأنهم يفكرون غير تفكيرنا ولهم العذر لكنهم ليسوا بالقياس أفضل منا وعلى هذا الأساس فإنّ لعبة الكرة الطائرة الحالية حتى في نادينا ليست على ما يرام كما كانت في أيامنا والسبب يعود لابتعادنا عن مواصلة العطاء بعد أن اكتشفنا أنه لا حافز وراء الاستمرار وعلى هذا الأساس تجد المساحات فارغة بين فكر أجيال اليوم وأجيال الماضي وكان يفترض أن يتم التزاوج والتلقيح بين الأفكار لصناعة الفكر الجديد. وقال: أنا بكل صراحة إذا وجدت بيئة رياضية لا تناسبني لا أقحم نفسي فيها حتى لو وصفوني ببرود الأعصاب والبيئة الحالية في الكرة الطائرة لا تنسجم مع أفكاري أو تطلعاتي بعد هذا العمر في مجال هذه اللعبة، ورداً على سؤال لو عُرض عليك المساهمة ولو بالرأي ماذا سيكون موقفك؟ قال: كما أشرت إليك المجال لا يناسبني وأفضل البقاء بعيداً عن المجادلات أو وجع الدماغ، وماذا لو تم تعيين عبدالنبي عبدالوهاب تكريماً لتاريخه الطويل في مجال الكرة الطائرة عضواً إدارياً باتحاد الكرة الطائرة ماذا سيكون موقفك؟ قال: هذا يعتمد على من هو موجود من الجالسين وأنا أفضل أبناء جيلي لأنّ التفاهم معهم سيؤدي إلى الطريق السليم، وماذا يتوقع عبدالنبي عبدالوهاب للعبة في غضون السنوات القليلة القادمة؟ قال: أتمنى ولا أتوقع أن تسير اللعبة نحو الطريق الصحيح كما كانت في أيامنا لأننا فزنا بالدوري الأول وفق منافسة قوية ومعالم اليوم غير معالم الأمس. موضوع جديد ومهم وقال لاعب النادي الأهلي والمنتخب الوطني السابق الكابتن سامي حبيب: إن هذا الموضوع مثير جدا لم أسمع عنه إلاَّ اليوم وهو مهم إلى درجة كبيرة وكان يفترض أن نسأل عنه بعد توقفنا عن اللعب لنكون حاضري الذهن في الإجابة عليه، وقال: الآن بصريح العبارة وبعد التوقف الطويل عن مزاولة لعبة الكرة الطائرة لا يمكن لأمثالي أن يدلوا بدلوهم في الأمور الإدارية في هذا العصر الحديث، وقال: بعد أن توقفنا لم يستفد النادي أو أي جهة من أفكارنا يوم كانت ناضجة ورغم ذلك فالموضوع يحتاج حقيقة إلى دراسة على أساس السؤال التالي: لماذا يتم إهمال اللاعبين السابقين المؤسسين لهذه اللعبة وهم الذين يفترض أن يسيروا بها إلى التطور؟ وقال سامي حبيب: كنا جاهزين للعمل في تلك على المستوى الإداري، وأنا عملت في دولة الإمارات العربية المتحدة فترة لا تقل عن خمس سنوات ولعبت مع نادي الشعب هناك ونحن من غيَّر مجريات لعبة الكرة الطائرة في موسم 1982 بعد فوزنا على الحالة المحتكر لبطولة الدوري آنذاك. وأشار إلى إن الظروف الحالية لا يمكنها أن تعود إلى الوراء وقال: الآن لم يتغير غير الشكل والمضمون كما هو والذين غادروا اللعبة تركوا البصمات المؤثرة والموجودين يحاولون لكنهم لا يستطيعون رغم توفر الإمكانات المادية التي لم تتوافر في زماننا، وهل بإمكان سامي حبيب أن يقدم ولو الشيء البسيط للكرة الطائرة كعضو إداري؟ قال: أنا أعترف أن العائلة أخذت من وقتي الكثير ومن الصعب أن يتوافر لي الوقت لأكمل المسيرة التي بدأت أيام العصر الذهبي، وأكّد سامي حبيب أنه مع تعيين المخلصين من الاختصاصيين لإدارة هذه اللعبة وقال: إن الشخص المختص غير الفرد العادي وعلى يد الرجل العالم بمهمته تتطور اللعبة ويسمو مستواها نحو الأفضل. صعوبة التغيير ولكن وقال لاعب نادي النصر والمحرق والمنتخب الوطني السابق الكابتن عبدالنبي خليل وهو يشارك في الموضوع نفسه: كنت في السابق تخالجني الأفكار فهل أكون أتقدم لعضوية مجلس الإدارة وأسهم في إحداث بعض المتغيرات على تاريخ وسير اللعبة لكني قررت في نهاية المطاف أن أبتعد، وأضاف: إن لاعب الزمن الجميل لا يمكنه أن يسهم في تغيير أي شيء على خريطة اللعبة إذا كان المناخ لا يناسبه، ويقول عن المناخ لا يناسبه: هناك البعض ممن يأتون إلى القيل والقال ولا يعملون بإخلاص فقط تراهم (للشو) أو للبروز ويحصلون على ما يريدون لكن الإنسان واللاعب السابق المخلص الذي يريد أن يعمل بقوة وإخلاص يكتشف العقبات الكثيرة وبالتالي يفضل الابتعاد عن زج نفسه وتاريخه في المتاهات. وأشار إلى إنه كان يفكر في أن يبدأ في إدارة نادي النصر واقترح على بعض زملائه المعاصرين أن يمسكوا دفة إدارة النادي لتصحيح مسار الكرة الطائرة على المستوى العام لكنه وجد الطريق غير ممهد وفضل البقاء خارج المسؤولية، وقال: أنا من أشد المؤيدين لتعيين مجلس إدارة الاتحاد بشرط أن يكونوا من الاختصاصيين في اللعبة وقال: إن التعيين بهذا الشرط سوف يجعل اللعبة أفضل مما هي عليها اليوم؛ لأنّ البنية التحتية هزيلة ولا بدَّ من العودة إلى المدارس لصناعة أجيال من اللاعبين الجدد، وإن البقاء على ما هو موجود سيكون المستقبل غامضاً، وقال: إن المنتخبات في هبوط مستمر نتيجة لأنّ الأندية في تذبذب وعلى هذا الأساس يتطلب التعيين أفضل من الانتخاب لأننا سوف ننقذ شيء من اللعبة بدلاً من أن نتركها في معاناتها المستمرة.