كل منا ينظر الى الجمال من منظاره الخاص، لكن الجمال أو رؤيته من حولنا لا يقتصران على التركيز على النصف الممتلئ أو نصف الكوب الفارغ. إليك بعض الطرق المميزة التي تعزّز قدرتك على اكتشاف كلّ ما هو جميل من حولك. 1 ما هو الطقس الجميل؟ بالنسبة إلى سائح في فصل الصيف، يكون الطقس جميلاً عندما تبلغ الحرارة 30 درجة مئوية في الظل تحت شجرة نخيل في أحد البلدان الاستوائية. أما في الشتاء، فيتمنى السائح عينه من كلّ قلبه طبقةً سميكة من الثلج، شمساً مشرقة، حرارة تبلغ الصفر تقريباً، وانعدام الهواء. في المقابل، يتمنى المتزلّج هبوب نسيم عليل يحمل معه السحب التي تغطي الشمس. ويعتبر المزارع من جهته أن الطقس يكون جميلاً حين تمطر السماء قليلاً وتسقي الأرض. إذاً، ما هو الطقس الجميل؟ يختلف جمال الطقس باختلاف الناظر إليه. نعتبره جميلاً حين يتلاءم مع ما نقوم به. وهكذا لا نمضي أوقاتاً جميلة بسبب الطقس المؤاتي، بل نحن مَن نصنع الأوقات الجميلة. 2 ما هي الصحة الجيدة أو الجميلة، إذا جاز التعبير؟ تكون الصحة جميلة عندما تجعلنا نبدو جميلين، وعندما تمنحنا جمالاً يشكّل انعكاساً لحياتنا المتناغمة السليمة. نعرب عن إعجابنا بجمال شخص ما حين نتمنى التمتّع بالصحة الجيدة ذاتها. وبما أنّ هذا الجمال حقّ لكل منا، يمكننا بالتأكيد بلوغه. فمن خلال الهدوء، السكينة والنظام الغذائي الصحي، نعيش بجمال. 3 يعتمد جمال عارضة الأزياء على أربع ركائز أساسية: الشكل الجسدي، نمط الحياة الصارم والصحي، أساليب تصفيف الشعر، التبرج، والجراحات التجميلية، وأخيراً لمسات برنامج فوتوشوب. ويعود إليك رسم الحدود التي أنت مستعدة لاجتيازها أو التوقف عندها ومقدار الجمال الذي ترغبين في بلوغه. 4 يعكس جمال البشرة حالة تجدّدها: لا شك في أنّ الخلايا الجديدة تأتي من الداخل وتدفع بالخلايا القديمة نحو الخارج. تتألف هذه من بروتينات امتصها الجسم بالكامل وأعاد تدويرها إلى حد كبير. ولكن إن أكثرنا من تناول البروتينات، تنفصل خلايا البشرة القديمة، مخلّفة وراءها بقعاً. نتيجة لذلك، تفقد البشرة نضارتها تدريجاً. فتلجأين عندئذٍ إلى المنتجات {التي تساعدك على استعادة جمال البشرة}. ولكن يكفي أن تحدّي من استهلاكك البروتينات بإفراط، ما يسمح للجسم (أو بالأحرى يرغمه) على إعادة تدوير هذه الخلايا القديمة: وهكذا تتحسن حالة البشرة تدريجاً ولا يتبقى بمرور الوقت إلا خلايا جديدة على سطحها فتصبح نضارتها وجمالها بارزين. ولا شك في أن النتيجة التي ستفوزين بها ستسرك. 5 يُحدَّد الجمال الجسدي أيضاً وفق شكل الجسم. ويساهم أي نشاط جسدي مستمر يدوم أكثر من 30 دقيقة في حرق الدهون وشدّ العضلات. وهكذا تستطيعين، من دون أن تخسري مقداراً كبيراً من الوزن، تجميل جسمك وصقله. لذلك لا تتردّدي في ممارسة التمارين الرياضية لأنها تعود عليك بفوائد جمالية جمة. في الوقت عينه، تساهم هذه التمارين في الحد من رغبتك في التهام السكريات والشوكولا، شأنها في ذلك شأن خطر الإصابة بأمراض قلبية وعائية. إذاً، فكري في طرق عملية تتيح لك التمرن ولا تكتفي بتمني ذلك: فلكي تكوني جميلة، من الضروري ألا تتهربي من التمارين الرياضية. 6 للحفاظ على جمال شعرك، تنصحك موجة الامتناع عن استعمال الشامبو أو الحد منه بتفادي أنواع الشامبو المختلفة. ولكن إليك حلاً عملياً لتحسين جمال شعرك: أضيفي بذور الكتّان المطحونة إلى الحساء، الخبز، السلطات، وكل أنواع الطعام. يدرك مربو الخيول أهمية هذه البذور منذ زمن. فيُعتبر زيت بذور الكتان الزيت النباتي الأقل إشباعاً على الإطلاق، ويساهم مساهمةً كبيرة في تجميل الشعر والبشرة بشكل واضح وجلي. 7 تساعدنا الفنون الجميلة في اكتشاف الجمال المخبأ في داخلنا برقة. فعندما نقف أمام تحفة فنية تأسرنا، تنتابنا أحاسيس رقيقة جميلة تؤثر فينا بعمق. لكن كل الفنانين يدركون الواقع التالي: مقابل كل 1 % من الموهبة، يجب بذل 99 % من الجهد. لذلك، حتى لو لم تكوني فنانة، يكفي أن تبذلي القليل من الجهد كي تكتشفي هذا الجمال المخبأ، فهو منتشر في كل مكان. إذاً، لا تترددي في أن تكوني الفنانة في حياتك، فتضفين عليها لمسات ساحرة غنية بالجمال. 8 {كالوكاغاثيا} مصطلح يوناني قديم يعني {لا جميل إلا ما كان جيداً وسامياً}. اعتبر اليونانيون القدماء أن المثال الأبرز على الجمال يتجلى في السماء المرصعة بالنجوم. وتعني كلمة {كوزموس} باليونانية {الكون} و{الجمال} على حد سواء. ونرى الجذر عينه في الكلمتين الفرنسيتين المشتقتين من كوزموس: cosmique (كوني) وcosmétique (تجميلي). ولكن ما عادت تُتاح لنا اليوم فرص كثيرة لتأمل السماء: فقد محا التلوث الضوئي النجوم... لكن مساحيق التجميل ما زالت فاعلة، شرط أن نعيش حياة تنسجم مع القوانين الكونية. 9 يردّد كثيرون عبارة {شابة وجميلة}. قد تبدو لك هذه العبارة في البداية خالية من أي معنى أو عمق، إلا أنك سرعان ما تفهمين مغزاها بمرور الوقت، وخصوصاً عندما يغزو الشيب شعرك وتتسلّل التجاعيد إلى وجهك. لكن الكاتب الفرنسي فرانسوا بوت كتب: {بدل أن تبدّل تجاعيد الزمن بعض الوجوه، تزيدها تأثيراً وعمقاً. لذلك يجب ألا نخشى تجاعيد الوجه، بل تجاعيد القلب والروح لأنها تجمّد اللغة وتثقل الخصال}. الحياة جميلة إذاً، لا يقتصر الجمال على سنّ ومرحلة محدّدتين. يمكنك أن تكوني جميلة بغض النظر عن عمرك. ولكن تقع على عاتقنا مهمة استلهام الجمال من داخلنا في مختلف مراحل حياتنا ونشره من حولنا. هيا بنا! فالحياة جميلة شرط ألا نتقاعس ونتكاسل!