أكدت المستشارة الاجتماعية نورة آل الشيخ مدير عام الإشراف الاجتماعي النسائي بمنطقة بمكة المكرمة سابقًا ومدير مكتب نورة للخدمات الاجتماعية أن هروب الفتيات والتغيب يعتبران جريمة جنائية يعاقب عليها النظام، وتحول للقضاء للفصل بها وتتراوح العقوبة ومدتها بحسب ما يراه القاضي، لما فيها من إخلال بقواعد الأسرة المسؤولة عن الفتاة إضافة إلى إشغال جهاز أمني للبحث والتبعيات المترتبة على ذلك. وأبانت آل الشيخ أن أغلب الفتيات المتغيبات والهاربات يتعرضن للاعتداء الجنسي ويتم استغلالهن لأمور عدة كالترويج للمخدرات وغيره، وقالت: للأسف كثير من الفتيات إن لم يكن أغلبهن يجهلن أن الهروب عقوبة يحاسب عليها النظام. جاء ذلك على هامش ملتقى الإرشاد الاجتماعي الذي ينظمه مركز الإرشاد الجامعي بعمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك عبد العزيز. واستعرضت آل الشيخ أربعة ملفات مازالت تواجهها الفتاة والمجتمع بشكل عام كالميراث، والعضل والهروب والتسلط والعوز والحاجة، لافتة إلى أن الأنظمة تحفظ حقوق المرأة، ولكن هناك ترسبات ومعتقدات بيئية أثرت على الأسرة والأفراد، وطبيعة المجتمع الشرقي الذي لا يزال يفضل الولد على البنت؛ لدرجة أن بعض الأولاد يعتقدون أن الفتاة خادمة لديهم، فيلجأ الذكر إلى أن يبرز نفسه وسلطته وقوته أمام أخواته ويزعم بأن هذه النظرية مقياس للرجولة وهذا بالتأكيد أكبر خطأ. وأضافت أن هروب الفتاة أمر غير مقبول مطلقًا في مجتمعنا، استنادًا للشريعة الإسلامية بالدرجة الأولى، وللعرف الاجتماعي ثانيًا، مشيرة إلى أن هذه الحالات تستحق الوقوف عليها، ورصد ردود الفعل تجاهها، وتحديدًا ردة فعل الأسرة، ونوع العقاب الذي قد ينتظر الفتاة. فيما أوضحت سميرة الغامدي الأخصائية النفسية بورقة عمل عن التغيرات والتحولات الجنسية المتواجدة بالمجتمع، أن التغيرات والتحولات الجنسية أصبحت واقعًا ملموسًا يستلزم أن توضح الصورة ويتم معالجتها بشكل تكاملي بين المنزل والمدرسة والمجتمع، خاصة وأن العادات وكلمة «العيب» كانت سببًا في تفشي هذه الظاهرة.