تتواصل معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فيما تتواصل خطواتهم التصعيدية احتجاجاً على سوء معاملة سلطات السجون من جهة وتضامناً مع الأسير بلال كايد من جهة أخرى. وأفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، برفض أسرى سجن مجيدو استقبال ممثلي الصليب الأحمر الدولي، احتجاجاً على تقليص زيارات الأهالي. وقال ممثل معتقل سجن مجيدو الأسير ربيع أبو الليل، إن هذا القرار زاد من معاناة الأسرى، محملاً الصليب الأحمر «المسؤولية عن اتخاذ هذا القرار الذي يدعم الجلاد ويعاقب الضحية». وطالب الأسرى المؤسسات الحقوقية والقانونية كافة والمسؤولين وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس، بالضغط على الصليب الأحمر للعدول عن قراره بخصوص تقليص الزيارات للأسرى. يذكر أن الأسير ربيع أبو الليل ممثل معتقل سجن مجيدو والأسير ناجح أبو شاهين دخلا عامهم العاشر في سجون الاحتلال. إلى ذلك، ذكر نادي الأسير الفلسطيني، أن 10 أسرى من الجبهة الشعبية مضربون عن الطعام تضامناً مع الأسير بلال كايد لليوم الثالث على التوالي، وهم يقبعون في زنازين سجن «عوفر» في ظروف سيئة. وأوضح محامي نادي الأسير بعد زيارة الأسرى أمس، أن الأسرى موزّعون على زنزانتين تفتقران لأدنى الظروف المعيشية السّليمة، ولا يدخلهما الهواء وأشعة الشمس، وهم محرومون من الخروج للفورة (ساعة الفسحة في ساحة السّجن)، لافتاً إلى أنهم لا يمتلكون سوى الملابس التي كانوا يرتدونها قبل العزل. وأشار المحامي إلى أن «سجّاني الاحتلال يقومون باقتحام الزنزانتين يومياً، ويخرجون الأسرى منهما بذريعة التفتيش»، ونقل عنهم أنهم مستمرّون في الإضراب حتى الإفراج عن زميلهم الأسير بلال كايد. يذكر أن إضراب الأسرى يأتي ضمن برنامج الخطوات المساندة للأسير كايد، والذي يخوض الإضراب لليوم الـ35 على التوالي احتجاجاً على تحويله إلى الاعتقال الإداري يوم الإفراج عنه بعد قضائه (14 عاماً ونصف) في الأسر. وكان أمين سر لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة عطية البسيوني، قال أول من أمس إن الخطوات الاحتجاجية ستتصاعد، وسيشرع كل الأسرى الثلثاء بخطوات تصعيدية في جميع السجون تضامناً مع كايد المضرب عن الطعام منذ 36 يوماً متتالياً، احتجاجاً على تجاهل إدارة مصلحة السجون مطالبه، ورداً على السياسات القمعية التي اتخذتها منذ بداية فعاليات التضامن في السجون. وقال مدير «مركز الأسرى للدراسات» رأفت حمدونة، إن الخطوات الاحتجاجية التصعيدية للأسرى في السجون مستمرة ولن تتوقف في مواجهة قرار اعتقال كايد إدارياً، وهي ضد كل أشكال القمع والانتهاكات، كالاستهتار الطبي واقتحام الغرف وعمليات التفتيش وعرقلة برامج الزيارات وسوء الطعام، كماً ونوعاً، والمعاملة السيئة والقاسية للمعتقلين، وخصوصاً القاصرين، في أقبية التحقيق والزنازين، ومجمل الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها الأسرى في هذه الفترة. وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية عزلت في زنزانتين فرديتين منفصلتين الأسيرين القياديين في «الشعبية» نضال دغلس وكمال أبو حنيش في سجن «رامون»، ونقلت عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الأسير مروان البرغوثي من سجن «جلبوع» إلى زنزانة عزل فردية في سجن «هداريم». يشار الى أن كايد شرع في إضرابه عندما حولته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري بعدما أنهى مدة محكوميته البالغة 14 عاماً. كما دخل الأسير طارق محمود خليل عاصي (33 عاماً) من مخيم بلاطة في نابلس عامه الـ12 في سجون الاحتلال، علماً أنه يعاني من سرطان القولون وكسر في يده اليسرى، وهو محكوم بالسجن 20 عاماً.