شهدت قرية دوما جنوب نابلس فصول جريمة اخرى نفذها مستوطنون كما تظهر المعطيات المتوفرة، حيث اقدموا على احراق منزل اسرة اخرى من عائلة دوابشة دون ان يصاب افرادها باذى، فيما شيع جثمانا شهيدين طفل وشاب، سقطا برصاص الاحتلال في حادثين منفصلين، في بلدة الرام شمال القدس المحتلة. واتهم صاحب المنزل محمد فائق دوابشة، وكذلك غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية المستوطنين بارتكاب الجريمة ليلا، بالقاء مادة شديدة الاشتعال على المنزل، ما ادى الى اشتعال النيران فيه واحتراق جزء منه دون وقوع اصابات في صفوف قاطنيه. وقال دوابشة في روايته انه عند نحو الساعة الثالثة فجرا سمع اصواتا غريبة قرب منزله، وبعد لحظات القيت زجاجات حارقة واخترقت احداها نافذة غرفة النوم في الطابق الثاني واعقب ذلك انفجار حيث اتت النيران على جزء منه. وقد هرعت قوات من الدفاع المدني الفلسطيني إلى مكان الحادث وقامت بالسيطرة على النيران، دون اصابة احد. ويقع منزل محمد دوابشة على مقربة من منزل الشهيد سعد دوابشة الذي استشهد وزوجته ريهام وطفلهما سعد حرقا في اعتداء مماثل نفذه المستوطنون العام الماضي فيما اصيب طفله الثاني احمد بحروق بالغة. واتهم دغلس المستوطنين بشكل أساسي في الاعتداء، مشيرا الى أن المواد المستخدمة سريعة الاشتعال وتنتشر في المكان خلال 30 ثانية ولا توجد في السوق الفلسطينية، مشيرا الى اطلاق الحكومة الإسرائيلية سراح 15 مستوطنا من أصل 17 من المتهمين بالقيام بأعمال عنف وإرهاب ضد المواطنين في الضفة الغربية بما فيهم المتهم بإحراق منزل دوابشة العام الماضي في قرية دوما. وأظهر تحقيق اولي لطواقم الدفاع المدني الفلسطيني أن أسباب احتراق منزل المواطن محمد دوابشة ناجم عن استخدام مادة حارقة شديدة الاشتعال، وفق الدلائل المتوفرة خاصة سرعة الحريق وانتشاره بشكل سريع في محتويات الغرفة، مع استبعاد كافة الفرضيات الاخرى لاسباب الحرائق في المنازل بما في ذلك الماس الكهربائي. بدورها، أدانت الحكومة الفلسطينية جريمة احراق منزل المواطن دوابشة، ووصفته بالعمل الوحشي والجبان. وقال الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود في تصريح له: أن أصابع الاتهام تشير إلى ارتكاب مستوطنين ارهابيين هذه الجريمة، التي تعد حلقة أخرى من حلقات هذا النوع من الجرائم الوحشية التي طالت قرية دوما، وشهدت كارثة احراق عائلة دوابشة الرهيبة، إذ أتت عليهم النيران، وهم نيام في منزلهم، ولم ينج منهم سوى طفلهم أحمد، الذي ما زال يعاني من آثار الحروق، والآثار النفسية للجريمة. ونوه المحمود إلى جريمة احراق منزل الشاهد الوحيد على تلك الكارثة، قائلا: ها هي اليوم تنفذ جريمة حرق منزل المواطن دوابشة، التي تؤكد كافة روايات الشهود على آثارها الرهيبة التي استخدمت فيها ذات أدوات الحرق، والتخريب، والتدمير، والقتل التي استخدمت في السابق. من جهة اخرى، شيع في بلدة الرام شمال القدس المحتلة ظهر اليوم الاربعاء جثمان الشهيد الطفل محيي الدين محمد صدقي الطباخي (12 عاما). وكان الطباخي استشهد مساء الثلاثاء جراء اطلاق احد جنود الاحتلال النار عليه من مسافة قصيرة، خلال مواجهات شهدتها البلدة، حيث اصيب بعيار معدني في الصدر ما ادى الى توقف القلب، فيما فشلت محاولة الطواقم الطبية في مجمع فلسطين برام الله في انقاذ حياته. كما شيع المئات فجر اليوم الأربعاء جثمان الشهيد أنور فلاح السلايمة ( 22 عاما)، الى مثواه الأخير في قرية عناتا شمال القدس بعد احتجازه من قبل سلطات الاحتلال لنحو اسبوع. واستشهد السلايمة فجر الأربعاء الماضي باطلاق جنود الاحتلال الرصاص على سيارته في بلدة الرام، حيث تزامن مروره بحملة شنها جيش الاحتلال ضد مخارط الحديد، حيث اصيب صديقه فارس الرشق بجروح خطيرة فيما اعتقل صديقه الاخر ومحمد نصار، واللذين كذبا اتهامات جنود الاحتلال حول نيتهم تنفيذ عملية دهس. الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية وصباح اليوم الاربعاء 22 فلسطينيا بينهم أسرى محررون، خلال حملات دهم شملت عدة مناطق في الضفة الغربية، وفقا لمعطيات نادي الاسير الفلسطيني. من جهة اخرى، أغلقت قوات الاحتلال ، فجر اليوم الاربعاء، ثلاث مخارط حديد في مدينة الخليل بذريعة انها تستخدم في تصنيع السلاح والوسائل القتالية. وتعود المخارط الثلاث لكل من: محيي الدين الرجبي واسماعيل جمجوم ويونس الزرو. ولم يتم اعتقال أي من مالكيها.