رفعت كازاخستان أمس مستوى الخطر الإرهابي في مدينة ألمآتا، العاصمة الاقتصادية للبلاد، إلى «الأحمر»، وهو الأعلى، إثر مقتل خمسة بهجوم شنّته مجموعة غير معروفة على مركز للشرطة. يأتي ذلك في وقت واصلت مجموعة مسلحة مرتبطة بمعارض أرمني تحصنها مع خمسة رهائن في مبنى للشرطة في يريفان أمس، فيما استجوبت الشرطة ليل الأحد عشرات الناشطين المعارضين، ثم أطلقتهم. وكان المسلحون أفرجوا عن رهينتين من أصل سبع، بعد ساعات من المفاوضات ليلاً. وأعلن ناطق باسم الكرملين أن روسيا «تراقب عن كثب تطورات الأوضاع» في تركيا وأرمينيا وكازاخستان، مستدركاً وجوب «ألا تُصنَّف الأحداث في الدول الثلاث على قدم المساواة، إذ شهدت الأولى انقلاباً فاشلاً، فيما وقعت جرائم في الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين». لكنه نبّه الى أن «هذه الاضطرابات قرب حدودنا تثير قلقاً»، وزاد: «هذا يدفعنا الى مراقبة الوضع عن كثب وتحليله في شكل دقيق جداً. الأمن في البلاد ومحيط حدودها يُؤمّن بالمستوى المناسب، وتُتخذ التدابير اللازمة مع الأخذ في الاعتبار المعلومات الواردة (الى موسكو). نودّ أن نرى جيراننا دولاً مزدهرة ومستقرة». وأعلن مكتب رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، أن الأخير عقد اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن في البلاد أمس، بعدما هاجم مسلحون مركزاً للشرطة ومقراً لأجهزة الأمن في مدينة ألمآتا، وقتلوا أربعة أشخاص. وكانت السلطات الكازاخية رفعت أمس مستوى الخطر الإرهابي في المدينة إلى «الأحمر»، على خلفية الهجوم. وطوّقت قوات الأمن محطة ألمآتا للسكك الحديد، وأعلنت تعزيز الإجراءات في المطار وعلى مداخل المدينة، كما شنّت الشرطة عملية واسعة لـ «مكافحة الإرهاب»، داعية السكان الى البقاء في منازلهم. لكن غرفة عمليات مكافحة الإرهاب في ألمآتا نفت معلومات أفادت بسيطرة مسلّحين على أجزاء من المدينة. وفنّدت تقارير أفادت بـ «اشتباكات عسكرية في مناطق من المدينة». ودعــــت أجــهزة الأمـــن الكازاخــيــة المواطنين الى «التزام الهــدوء وعـدم الاستسلام للذعر، وعدم الانصياع لتلفيقات بلا أساس». وكانت وزارة الداخلية في كازاخستان أعلنت مقتل أربعة شرطيين ومدني في ألمآتي أمس، وجرح سبعة شرطيين، بعد هجوم استهدف مركزاً للشرطة ومقراً لأجهزة الأمن. وأشارت الى تطويق مناطق في المدينة بعد الهجوم، وتوقيف رجل عمره 27 سنة «لديه سوابق»، مرجّحة تورّطه بـ «قتل امرأة في نهاية الأسبوع». وأضافت أن الشرطة أوقفت «شريكه في الجريمة». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني، أن السلطات في كازاخستان تعتقد أن إسلاميين متشدّدين نفذوا الهجوم، فيما نسبت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء الى مصدر في الشرطة، أن «متطرفاً دينياً» كان بين مَن أطلقوا النار وسط ألمآتا.