يوافق الكثير من البريطانيين على أن رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تيريزا ماي لديها المؤهلات المناسبة لتكون رئيسة للوزراء في بريطانيا، فإلى جانب خبرة كبيرة في المعارضة. وجدت لنفسها موقعا في كتب التاريخ من خلال تولي حقيبة وزارة الداخلية، لفترة طويلة بشكل غير مألوف. وهذه الوزارة الصعبة والمثيرة للجدل هي المكان الذي تصل السمعة السياسية فيه إلى نهايتها، وعلى نقيض ذلك، فقد برهنت ماي على أنها مستعدة لتحدي الشرطة من جهة، وضجيج جمعيات حقوق الإنسان من جهة أخرى. ماي ليست جاسوسة للنظام، كما يرغب البعض في توصيف هذا السباق، قالت إنها ترغب في رؤية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقد طبق، وصاغت إحباط الناخبين من أوضاع الحدود البريطانية التي يسهل اختراقها، وهذه من القضايا التي قسمت حزب المحافظين، ومع ذلك فقد فرضت ماي احترامها على كل أعضاء الحزب. ويدعو الوضع الحالي في بريطانيا لقيادة هادئة وباردة. فالمملكة المتحدة التزمت أخيرا بارسال 650 جنديا في مهمة لحلف شمال الأطلسي في دول البلطيق. وقد تم إرسال المزيد من الطواقم أيضا إلى أفغانستان للمساعدة في دعم الوضع هناك. وفي الداخل، ما زالت الأسواق تتفاعل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتبحث عن تطمينات بأن هناك خطة موضوعة للحفاظ على ثقة المستهلكين والمستثمرين. فهل تبدو هذه اللحظة المناسبة للمجازفة؟ بالطبع نفهم تماما أن كثيرين يشعرون بخيبة الأمل نتيجة الوعود الكاذبة والقيادة التي شعروا بأنها بعيدة عنهم في بعض الأحيان. مهمتنا هي محاسبة كل من يفوز في هذا السباق. فقد أعطى الاستفتاء بريطانيا الفرصة ليس فقط لإعادة التفكير بالعلاقة مع أوروبا لكن أيضا لإطلاق العنان لطاقات جيدة في التجارة الدولية، ولاستعادة السيادة وتجديد الديمقراطية. ونحن على ثقة من أن حزب المحافظين قد وجد لنفسه في ماي امرأة حديدية أخرى.