×
محافظة المدينة المنورة

وفد عمل القنصلية الإندونيسية يزور المدينة لتسوية القضايا العمالية وتسوية أوضاعها

صورة الخبر

تبقى العلاقات السعودية المصرية جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية التي أسست عليها المملكة سياستها الخارجية، انطلاقا من وعي تاريخي بقيمة المكان، وجوهر الزمان، عبر عقود امتدت طويلا لترسخ بجذورها الشعبية قبل السياسية، امتدادا يشهد به تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات. وإذا كانت المملكة من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب إرادة الشعب المصري، عبر كل حركاته وإشاراته، فإنما هي امتثلت لصيرورة لا بد منها، تجعل ما بين الرياض والقاهرة شريانا حيويا لا ينقطع، وإطارا جامعا لما ينبغي أن يكون عليه الفهم الواقعي للتاريخ المشترك، ودروسه التي تحتم على كل عاقل ومخلص أن يقف إلى جانب مصر الشقيقة، خصوصا في مواجهة ما تكابده من أوجاع وهموم داخلية، مقرونة بأطماع إقليمية ودولية أخرى، تهدف لإسقاط الدولة المصرية بميراثها الطويل، وأسسها العتيدة. ولم يكن غريبا، إذا، هذا الموقف السعودي القوي والحازم، الذي كان أول من أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بشجاعة قل نظيرها، حينما تدخل ومعه الدولة السعودية بكل إمكانياتها، ليوقف حملة الذبح الدولية، في مواجهة ما أفرزته تطلعات الشعب المصري الشقيق، عقب ثورته في 30 يونيو الماضي، لتنجح المملكة في وقف المد العدواني الغربي، والذي شارك فيه بعض العرب ــ للأسف الشديد، حتى تعود الدولة المصرية للوقوف على قدميها وتستعيد إرادتها، بعد عام مليء بالإرهاصات السلبية التي كادت تسقط مصر في دوامة الفوضى والاحتراب الأهلي. لذا، لم نفاجأ بأن تكون المملكة وجهة الرئيس المصري الأولى قبل أشهر، ولا نفاجأ عندما تكون الرياض محطة زيارة مهمة قام بها، أمس الثلاثاء، رئيس الوزراء المصري، ليؤكد من خلالها ما سبق أن أعلنته مصر، من امتنان وتقدير للمملكة قيادة وحكومة وشعبا، على كل ما قدمته السعودية وتقدمه من أجل مصر في وقفة أخوية وعروبية صادقة، لا تبغي إلا الخير للشقيقة مصر. فالرياض التي تفتح ذراعيها للأشقاء عموما، وللمصريين خصوصا، تدرك وتعي جيدا قيمة مصر، مثلما يقدر المصريون البسطاء المملكة ويرون فيها الملاذ والحضن الآمن، والرياض التي تستقبل رئيس الوزراء المصري، مثلما استقبلت مسؤولين آخرين، تدرك أن واجبها الأخوي أن تكون القاهرة قوية وقادرة على مواجهة التحديات، في المستقبل، كما كانت في الماضي وتكون في الحاضر. المملكة، بقيادتها وشعبها، عندما تفعل ذلك، لا تبحث عن موقف سياسي، أو مصلحة نفعية ذاتية، ولا تريد ثمنا يتم المزايدة عليه، إنما ترى في العلاقة مع مصر تجسيدا لمصير مشترك، في قوة إقليمية للعرب جميعا، ربما لا يدرك قيمتها بعض الأغبياء.