لندن: «الشرق الأوسط» أحرز برانيسلاف إيفانوفيتش هدفا من تسديدة قوية في الشوط الأول، وقدم المدرب جوزيه مورينهو مباراة خططية من الطراز الرفيع ليفوز تشيلسي 1 - صفر على مضيفه وغريمه مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وأذاق تشيلسي منافسه سيتي خسارته الأولى على ملعبه استاد الاتحاد هذا الموسم ليصبح رصيد فريق المدرب مورينهو 53 نقطة في المركز الثالث ويتساوى في رصيد النقاط مع سيتي الثاني، بينما يتأخر الفريقان بنقطتين عن آرسنال المتصدر. وهذه أول مباراة يفشل فيها سيتي في التسجيل على أرضه هذا الموسم. وخرجت الصحف البريطانية أمس لتشيد بعبقرية مورينهو في إدارة اللقاء وخداعه لمنافسه بإيهامه بأنه سيلعب بطريقة دفاعية، لكنه باغته بهجوم سريع ورقابة صلبة. وكتبت صحيفة «الغارديان»: «مورينهو دخل اللقاء بادعاء أن فرص فريقه ضعيفة في الفوز، لكنه خرج بدفعة جديدة وانتصار ثمين بفضل خطة محكمة، ليتساوي في المركز الثاني مع سيتي ويشعل صراع القمة». وكتبت صحيفة «الإندبندنت»: «مورينهو أصاب سيتي بالفزع بفضل خطة مورينهو بطل اللقاء». وأضافت: «أثبت المدرب البرتغالي مرة أخرى عبقريته عندما يكون تحت ضغط في المباريات الكبرى». وأشارت صحيفة «دايلي تليغراف» إلى مهارة مورينهو الاستراتيجية التي تفوقت على مانويل بليغريني مدرب سيتي، وأنه أثبت مجددا أنه الرجل المتفرد. ورغم انتصاره المثير والثمين خرج البرتغالي جوزيه مورينهو ليؤكد أن فريق تشيلسي ما زال «حصانا صغيرا» في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع أن تشيلسي اقترب كثيرا من فريق القمة آرسنال، ويبدو أن سباق اللقب أصبح محصورا بين ثلاثي القمة فإن مورينهو يرى أن هناك فوارق بين تشيلسي وفريقي آرسنال ومانشستر سيتي لصالح الأخيرين. وقال مورينهو: «هناك حصانان وحصان صغير، تشيلسي ما زال حصانا صغيرا ما زال يحتاج إلى العمل وتعلم كيفية القفز». وعاد مورينهو إلى تشيلسي الصيف الماضي، في ثاني ولاية له مع الفريق، واندهش الكثيرون من قدرته على وضع الفريق على الطريق نحو اللقب المحتمل مرة أخرى. وأوضح المدرب البرتغالي: «إننا فريق في مرحلة التطور، ولكنه نوع من الأداء الذي يساعدنا على النمو كثيرا، من الناحية الفنية والذهنية أعتقد أن الأمر مذهل». وأضاف: «الفوز هو الفوز ولكن الفوز أمام فريق جيد للغاية أفضل من الفوز على فريق عادي». وأشار مورينهو إلى أن «أفضل شيء في تطورنا هو خوض مباريات تحت ضغط، الاقتراب من الصدارة، ولقد جئنا إلى هنا (ملعب الاتحاد) ولعبنا أمام المتصدر وقد استحققنا ذلك». وأشاد مورينهو بلاعبيه وبخاصة المهاجم البلجيكي إدين هازارد، وعنه قال: «هازارد أفضل لاعبي العالم، إنه لا يقل قدرة ومهارة عن البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الأرجنتيني ليونيل ميسي نجمي ريال مدريد وبرشلونة رغم صغر سنه». من جانبه أوضح التشيلي مانويل بيليغريني المدير الفني لمانشستر سيتي أن الهزيمة أمام تشيلسي لن تنال من ثقة لاعبيه في أنفسهم. وقال: «لقد خسرنا أمام فريق جيد يلعب بشكل رائع، لقد كانت مباراة متقاربة للغاية، وقد حالفهم (تشيلسي) الحظ في تحقيق الفوز». وأضاف: «بالنسبة لتشيلسي فقد كانت مباراة مصيرية، ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة لفريقنا». وختم بيليغريني حديثه بالقول: «كان بإمكاننا أن نتفوق عليهم بفارق ست نقاط، لقد سجلوا هدفا رائعا، ولكن قبل ذلك سنحت لنا فرص مؤكدة للتسجيل». وقال جون تيري قائد تشيلسي: «أظهرنا شخصيتنا في المباراة وصنعنا الكثير من الفرص. درسنا في اليومين الأخيرين نقاط القوة والضعف في سيتي وهو ما يتميز به جوزيه مورينهو». ويدين تشيلسي بالفضل في هذا الفوز للمدافع الصربي ايفانوفيتش الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 31 بتسديدة قوية بعد عرض مثير وشيق من الفريقين. واقتسم الفريقان السيطرة على مجريات المباراة في الشوط الأول ولكن فرص مانشستر سيتي في الشوط الثاني كانت أكثر خطورة، وكاد صاحب الأرض أن يدرك التعادل لولا يقظة دفاع تشيلسي ومن خلفهم الحارس التشيكي بيتر تشيك. ووضح افتقاد سيتي لمهاجمه وهدافه الأرجنتيني سيرجيو اغويرو المصاب، حيث لم يجد الفريق الرجل الحاسم داخل منطقة جزاء الخصم. وبدأت المباراة بهجمة سريعة لمانشستر سيتي انتهت بانفراد شبه كامل لالفارو نيغريدو ولكنه سدد كرة طائشة فوق المرمى. وشن تشيلسي أولى هجماته مع حلول الدقيقة السابعة حيث انطلق البرازيلي ويليان بالكرة لمسافة طويلة في الناحية اليمنى ومرر كرة أرضية زاحفة إلى الكاميروني صامويل إيتو ولكن دفاع سيتي تدخل في الوقت المناسب وأبعد الخطر. وكاد مانشستر سيتي أن يهز الشباك في الدقيقة العاشرة بعدما أرسل نيغريدو عرضية ساحرة أمام المرمى مباشرة ولكن يايا توريه لم يفلح في الوصول للكرة وهو منفرد تماما. وعاند الحظ يايا توريه في تسجيل هدف محقق لسيتي في الدقيقة 15 بعدما أطلق قذيفة صاروخية من على حدود منطقة الجزاء ولكنها مرت مباشرة من فوق المرمى. وضاعت فرصة أخرى محققة لمانشستر سيتي في الدقيقة 17 بعد فاصل من المهارات الفردية لتوريه قبل أن يمرر كرة رائعة إلى ديفيد سيلفا ليسدد الجناح الإسباني الكرة بكعب قدمه مرت بجوار القائم. وأهدر فريق تشيلسي فرصة ذهبية لتسجيل هدف في الدقيقة 27 بعدما أهدى ويليان زميله راميريس سانتوس تمريرة رائعة وضعته في مواجهة المرمى تماما، ولكن الأخير سدد بغرابة شديدة في يدي الحارس جو هارت. وعلى عكس سير اللعب تقدم تشيلسي بهدف في الدقيقة 31 بعد سلسلة من المحاولات داخل منطقة الجزاء قبل أن تصل الكرة إلى المدافع الصربي ايفانوفيتش ليسدد قذيفة صاروخية أرضية استقرت في الشباك. وأهدر راميريس فرصة تعزيز هدف تشيلسي بعدما تلقى تمريرة متقنة من الجناح البلجيكي أدين هازارد داخل منطقة الجزاء. كما أضاع صامويل إيتو فرصة محققة لتشيلسي في الدقيقة 43 بعدما تلقى تمريرة جديدة من هازارد ولكن القائم حرمه من التسجيل. وفي الشوط الثاني حاول سيتي الضغط مبكرا، وكاد يايا توريه أن يدرك لكن تسديدته القوية مرت بجوار القائم. ورد تشيلسي بفرصة بتسديدة قوية من نيمانيا ماتيتش مرت من فوق العارضة. وفرض مانشستر سيتي سيطرته على الربع ساعة الأولى من الشوط الثاني ولكن دون أن تكون له أنياب حقيقية على مرمى بيتر تشيك. وكاد تشيلسي أن يسجل ثاني أهدافه في الدقيقة 66 إثر ضربة ركنية من الناحية اليمنى ارتقى لها غاري كاهيل برأسه ولكن القائم وقف له بالمرصاد. ورد سيتي بثلاث هجمات متتالية على مرمى بيتر تشيك أبرزها في الدقيقة 73 من ضربة حرة مباشرة نفذها ديفيد سيلفا بإتقان ولكن الحارس التشيكي حول الكرة بأطراف أصابعه إلى ضربة ركنية. وأهدر ديفيد سيلفا فرصة ذهبية لمانشستر سيتي إثر تمريرة رائعة من خيسوس نافاز أمام المرمى مباشرة ولكنه سدد الكرة بجوار القائم. وخلال الربع ساعة الأخير ضغط مانشستر سيتي بكل عناصره لكن محاولاته باءت بالفشل أمام صلابة دفاع تشيلسي.