التجمهر حول الحوادث ظاهرة يعاني الدفاع المدني منها لدى مباشرته لها، ما يعيق فرق الإطفاء والإنقاذ عن الاضطلاع بدورها الإنساني في إنقاذ الأرواح، ما يدعو لحملات توعية لتوضيح سلبياتها وتطبيق العقوبات بحق مرتكبيها. في تفسيره لهذه الظاهرة يرى عواض محمد -أخصائي اجتماعي في مركز الرعاية النفسية بالقوات المسلحة في الطائف- أن الناس بفطرتها تهوى كل حدث أو موقف غريب يشد الانتباه، مصنفا المتجمهرين إلى أربعة أصناف: الأول وهو الشخص الذي يقف في المكان السليم المخصص للحادث، ويقوم بالإبلاغ عنه، ولدى وصول فرق الإنقاذ يتيح لهم الفرصة ثم يذهب في حاله. والصنف الثاني فهو الذي يخطئ من باب الفزعة والشهامة في التدخل السريع والنقل الخاطئ للمصابين دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة ما قد يكون سببا مباشرا في الوفاة أو الشلل، فضلا عن أنه يعيق الطريق أو يتسبب في الزحام. أما الصنف الثالث أو ما يسمى بهواة التصوير فيستغلون مصائب الآخرين في نشر صور ومقاطع عنهم دون وجه حق غير آبه لما قد يحدث لأسرة المصاب أو المتوفى بعد الكارثة، فيما تتجمهر الفئة الرابعة لا لسبب واضح سوى تصيد الأخطاء أو البحث عن ثغرة ما في الإنقاذ لتقوم بتصويرها بشكل سلبي ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى يحظى بتعليقات الآخرين، داعيا وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والثقافية وغيرها لتنظيم حملات توعوية متواصلة للقضاء على هذه الظاهرة، وفرض عقوبات على كل من لا يلتزم بالأنظمة والقوانين الخاصة بالتجمهر السلبي. إلى ذلك، طالبت إدارة الدفاع المدني بالطائف على لسان العقيد ناصر الشريف الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمحافظة الطائف المواطنين والمقيمين بعدم التجمهر في مواقع الحوادث حتى يتسنى لفرق الدفاع المدني مباشرتها دون عوائق.