بعيدا عن هموم الرياضة وشجونها، لفت نظري في مباراة الهلال والنصر، التي توج فيها الأخير بلقب كأس ولي العهد، عدة أمور من النواحي الإعلامية والإعلانية أوجزها فيما يلي: أولا، الزخم الإعلامي الكبير الذي سبق الحدث وواكبه ولحقه لم يكن عاديا ولا مألوفا، لدرجة أنني أتساءل معها هل الإعلام هو ما صنع كل هذه الحالة العاطفية للحدث، أم الجمهور هو الذي صنعه للإعلام، كما اكتسبت المباراة أبعادا جديدة لم تشهدها منافسات الفريقين من قبل، فمع دخول وسائل الإعلام الجديد طرفا ـ بل ربما كانت هي الطرف الأهم اتصاليا ـ كانت أحداث المباراة تنقل بانطباعات مشاهير المغردين لحظة بلحظة، وكانت الهاشتاقات ساحة أخرى للّعب ﻻ تقل إثارة عن ساحة الملعب، وكانت تنقل انطباعات الخبراء والجمهور لحظة بلحظة. الأمر الثاني: الملفت في هذه المباراة هو أن فترة ما بين الشوطين بكاملها في القناة الناقلة كانت مغطاة بالإعلانات، وهذا معطى جيد، وهو بلا شك يسعد العاملين في صناعة الإعلان والإعلام، بحيث يتمنون أن تكون كل المواجهات بهذا الزخم وهذه المتابعة الجماهيرية، ولو استمرت روح المنافسة بهذا التصاعد في كرة القدم السعودية، فستصل أسعار الإعلان إلى أرقام قياسية لم نسمع بها من قبل، وليس هذا بأمر غريب، فعلى سبيل المثال يصل سعر الثلاثين ثانية في مباراة السوبر بول الأميركية إلى ما يزيد عن 12 مليون ريال. ثالث الأمور: الذي أثار انتباهي هو أنني كنت أتابع المباراة خارج المملكة في مكان عام، وكانت العيون كلها تتابع بث القناة الرياضية السعودية، وﻻ شك أنه من المفرح أن تكون لديك قناة تحظى بهذه المتابعة، أما الشيء غير الجيد في كل هذا، فهو التجاوزات اللفظية التي ظهرت في بعض الإعلام القديم والجديد وشوهت وجه هذا الكرنفال الإعلامي الجميل.