يا جارةَ الوادي ، طَرِبْتُ وعادني ما يشبهُ الأَحلامَ مـن ذكراكِ مَثَّلْتُ في الذكرى هواكِ وفي الكرى والذكرياتُ صَـدَى السنينَ الحاكي ولقد مررْتُ على الريـاض برَبْوَةٍ غَنَّـاءَ كنـتُ حِيالَـها أَلقــاكِ ضحِـكَتْ إِلـيَّ وجُوهها وعيونُـها ووجـدْتُ فـي أَنفاسـها ريّـاك لم أدر ما طِيبُ العِناقِ على الهـوى حتى ترفَّق ساعدي فطـواك وتأَوَّدَتْ أَعطافُ بانِـك فـي يدي واحمرّ من خَفَرَيْهمـا خـدّاك ودخَلْتُ في ليليـن فَرْعِـك والُّدجى ولثمـتُ كالصّبــح المنـوِّرِ فـاكِ ووجدْتُ في كُنْهِ الجوانحِ نَشْـــوَةً من طيب فيك، ومن سُلاف لَمَـاك وتعطَّـلَتْ لغـةُ الكلامِ وخاطـبَتْ عَيْنَىَّ فـي لغـة الهـوى عـيناك ومَحَوْتُ كلَّ لُبانـةٍ مـن خاطـري ونَسِيتُ كلَّ تَعاتُـبٍ وتشـاكـي لا أمسِ من عمرِ الزمان ولا غَــدٌ جُمِع الزمانُ فكان يــــومَ لقــاك شاعر مصري 1868 - 1932م