لم تتوقّّف أهمية معرض "شاهد وشهيد" على اعتباره قيمة ثقافية وتاريخية لأبناء المملكة العربية السعودية ولم يقتصر استهواؤه لأبناء الوطن إذ بات هدفاً يحرص عليه حتى المقيمون وكذلك الأجانب من مختلف الأصقاع. فالمعرض كما يقول ل"الرياض" مشهور الحميان مدير المعرض إنه محطة تاريخية نستعرض فيها مسيرة الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وعرض أهم مقتنيات الفيصل الخاصة وأبرز مراحل حياته منذ الميلاد وحتى الاستشهاد سواء الأحداث التي كانت قبل توليه دفة البلاد كالتوقيع على وثيقة التوحيد وتأسيس "لجان فلسطين" والجامعة العربية أو فيما يتعلق بالقضايا المهمة التي كانت إبان فترة حكمه كإصلاح البلاد وعلاج قضايا العروبة وغيرها. ويضيف الحميان قائلاً: المعرض يتضمن اطلاع الزائر على العديد من المخطوطات والصور الفوتوغرافية ولقطات الفيديو التي توثق تاريخ الفيصل وما أسداه من خدمة للأمتين العربية والإسلامية لأكثر من نصف قرن، وكذلك مجموعة خطبه الشهيرة إلى جانب العديد من الوثائق المكتوبة والمرئية والصوتية التي تبرز مواقفه إزاء العديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية، كما سيتم عرض خطبة الفيصل الشهيرة "نداء الأقصى". وختم مدير المعرض الحميان حديثه بتأكيده على أن صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية رأى أن يتم افتتاح هذا المعرض تزامناً مع احتفال المركز بمرور ثلاثين عاماً على انشائه ويأتي تجسيداً لسيرة الملك فيصل -رحمه الله- في شتى مراحل حياته وأهم المحطات التي مر عليها إلى لحظة استشهاده. وعن الإقبال على المعرض يقول الحميان: إنه اقبال منقطع النظير وهو ما دعا المركز ممثلاً في سمو الأمير تركي الفيصل أن نمدد فترة المعرض ليتمكن من لم يسعفه الحظ بزيارته والاطلاع على محتوياته التاريخية النادرة هذا خلاف ما تردنا من طلبات حتى من الخارج وهو أمر يتطيع أن يلمسه من يطلع على سجل الزيارات ويضيف: حتى طلاب المدارس الآن من الجيل الجديد يأتون مدفوعين بحبهم ورغبتهم في التعرف على شخصية الملك فيصل -رحمه الله- وزاد: لقد وصل عدد الزائرين إلى الآن عشرة آلاف زائر وهي فرصة نتوجه بالشكر لإدارة متحف الملك عبدالعزيز التاريخي لمنحنا المكان لاقامة المعرض والتمديد له فترة أخرى لمدة اسبوعين ليتمكن طلاب المدارس بعد الإجازة من زيارته. وعن عدد المقتنيات والصور يقول الحيان:تجاوزت تسعًا وتسعين لوحة وكل لوحة تحوي مجموعة من الصور وداخل مجموعة الصور توجد عدة مواقف للملك فيصل من مقولات وخطب وابرز أعماله وزياراته الدولية حتى الحروب التي خاضها كما يحتوي المعرض على أوسمة تحصل عليها الشهيد الراحل من رؤساء الدول، وكذا الأدوات التي شارك فيها في تأميم الكعبة والسلحة التي شارك فيها في اليمن والسيوف التي أهديت له وكذلك ساعة أهديت له وجهاز الراديو والقرآن الكريم وهو مفتوح على آخر صفحة كان يقرأ فيها والأجهزة الإلكترونية التي تحوي خطبه النادرة وبإمكان الزائر الاستماع لها صوتاً وصورة والأغاني الوطنية منها "فيصلنا يا فيصلنا"من الأغاني المؤثرة ذاك الوقت ونستمع لها حتى الآن. أما من تايوان فقد قدم من تايوان تدفعه رغبة للاطلاع على سيرة الملك فيصل -رحمه الله- التي قال انها شخصية جديرة بالاعجاب والاحتفاء وما هذا المعرض الا ترجمة صادقة لما يمثله في قلوبكم كسعوديين وللعالم اجمع باعتباره قامة كان لها اثر على المستوى العالمي وشخصية يقدرها كل من قرأ عنها وهو ما تؤكد ابنته لينا التي رافقته لزيارة المعرض مصطحبة معها كاميرتها الخاصة لتوثّق –حسبما تقول- هذا المعرض التاريخي الذي يحكي قصة رجل عظيم ورائع واضافت: ان المعرض يعطي تصوراً جميلاً عن ثقافة المملكة وتحولاتها التاريخية ونحن زيارتنا في مجملها تهدف للتعرف على ثقافة السعودية هذا البلد الجميل والمتطور.