أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، قائد العمليات في بغداد ومسؤولين في جهازي الأمن والاستخبارات، على خلفية التفجير الذي ضرب منطقة الكرادة وقتل نحو 300 شخصاً، فيما اتهم وزير الداخلية المستقيل العبادي بالتهرب من المسؤولية الأمنية. وتصاعدت موجة التفجيرات في العاصمة منذ أسابيع بعد هدوء نسبي، ويبدو أن «داعش» بدأ يغير استراتيجيته من التمسك بالأرض إلى تنفيذ عمليات انتحارية بعد خسارته مدناً مهمة كان يسيطر عليها في الأنبار، خصوصاً الفلوجة. وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للعبادي بأنه «أصدر أمراً بإعفاء قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير الشمري، وبعض مسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد». وجاء القرار بعد تصاعد موجة الغضب الشعبي بسبب تفجير الكرادة، حيث يتجمع مئات البغداديين يومياً. وبعد يومين على قبوله استقالة وزير الداخلية محمد الغبان الذي هاجمه واتهمه بالتهرب من المسؤولية. وقال الغبان في بيان أول من أمس: «لا يمكن أن يبقى ملف الأمن الداخلي في هذا الإرباك والتخبط، تشرف عليه قيادات عسكرية وأجهزة لا تعمل وفق رؤية ولا خطة، ولا تنسيق بينها، مع استمرار نزيف العراقيين من دون معالجة هذا الخلل». وأكد أن «رئيس الوزراء بات هو المسؤول عن ملف الأمن، يصدر الأوامر والتوجيهات في كل صغيرة وكبيرة، وفي العاصمة منح الفريق عبد الأمير الشمري صلاحيات واسعة تتحكم بموارد وزارتي الداخلية والدفاع، من دون أن يقدم أي حل لمعالجة الخلل، ما أفقد القطعات مبدأ القيادة والسيطرة التي على أساسها شكلت قيادة عمليات بغداد». وزاد: «بتاريخ ٤-٧ كتبت إلى رئيس الوزراء رسالة مفصلة بينت له كل ما ذكرت أعلاه، مذكراً بمسيرة عام ونصف العام من محاولات الوزارة معالجة الخلل لتحسين الأمن (...) ولكن العبادي لم يكترث. ولم يكلف نفسه حتى الاتصال (بي) لذلك قررت إطلاع الشعب على الحقائق». وأضاف: «في يوم ٥-٧ عقدت مؤتمراً صحافياً حضره معظم القنوات الإعلامية وكان من المقرر أن يتم النقل المباشر عبر (قناة) العراقية التي أحضرت سيارة أس أن جي، ولكن قبل المؤتمر فوجئت بأن العبادي أوعز بعدم تغطية المؤتمر، حتى إجاباتي على أسئلة مراسل القناة، ولم ينزل غير شريط إخباري، وهو استقالة وزير الداخلية بعد تفجير الكرادة». وتابع أن «العبادي بمنعه التغطية أراد تجنب الإحراج في اطلاع الرأي العام على الحقائق الدامغة التي بينتها في خلل منظومة الأمن وعدم إضفاء الشرعية عليها بنشرها من قناة الدولة، بخلاف ما عمل في نقل تظاهرات الصدريين». وزاد أن «العبادي أراد بهذه المحاولة الماكرة تحريف الحقائق، بربط أسباب الاستقالة بحادثة الكرادة ، ليلقي اللوم على وزير الداخلية ويحمله المسؤولية، وليبعد مسؤولية الإخفاق في إدارة الأمن والدولة عن نفسه وعن قائد عمليات بغداد». وأعلنت وزارة الصحة في بيان، أن حصيلة ضحايا التفجير الذي وقع في بغداد مطلع الأسبوع ارتفع إلى 292 قتيلاً، ولفتت إلى أن 115 منهم تم التعرف إليهم، فيما بقي 177 غير واضحين المعالم بانتظار مطابقة التحاليل مع ذويهم. إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية بأن عبوة ناسفة انفجرت أمس، استهدفت دورية للجيش لدى مرورها في قرية عرب جبور التابعة لمنطقة الدورة، جنوب بغداد، وأسفرت عن قتل أحد عناصرها وإصابة أربعة آخرين. وأضافت أن عبوة ناسفة ثانية انفجرت قرب إحدى بحيرات الأسماك في قرية سطيح التابعة لقضاء المدائن، أسفرت عن قتل شخصين وإصابة ستة آخرين بجروح.