وثَّق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الشهر الماضي مقتل نحو 6 آلاف شخص، في خضم المعارك الدائرة بشتى أنحاء سوريا، ومن جهة أخرى سجل مؤتمر "جنيف2" فشلا جديدا باتخاذ موقف حازم من المجازر والانتهاكات التي يرتكبها نظام بشار الأسد بحق الشعب السوري. وأفاد المرصد بأن 3013 مدنيا قتلوا بينهم 358 طفلا و225 أنثى فوق سن الثامنة عشر، فيما قتل 1281 من مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة، بينما قضى 923 من قوات بشار الأسد بينهم 52 من الطائفة الشيعية يحملون جنسيات غير سورية. ومن جهة أخرى أشار الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى فشل المؤتمر الدولي "جنيف2" الذي انعقد في سويسرا الأسبوع الماضي، مؤكدا أن جامعة الدول العربية ستلتزم باستكمال المفاوضات، مشيرا إلى أن الشعب السوري لم يشعر بأي تغيير وأن المؤتمر لم يحقق أي هدف على الأرض. كما شن وزيرا الخارجية التركي والقطري هجوما حادا على ما اعتبراه تقاعسا دوليا تجاه تفاقم معاناة الشعب السوري، وطالبا بتدخل عاجل للأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف قتل السوريين من قبل النظام وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للمواطنين. وقد تساءل بدوره الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة عن جدية المجتمع الدولي، مؤكدا عزمه في الذهاب إلى الجولة الثانية من المفاوضات في العاشر من الشهر الجاري. وقال الجربى في كلمته التي ألقاها في مؤتمر مجلس الأمن المنعقد في ميونخ: إن هناك من يحاول أن يساوي بين الضحية والجلاد فهناك الملايين من اللاجئين والنازحين وعشرات الآلاف من المعتقلين والمخطوفين ومازلنا نتكلم أن يكون هناك حل سياسي". وعلى الصعيد الميداني لقي 20 شخصًا مصرعهم بينهم 5 أطفال وسيدة، اليوم الاثنين، إثر قصف الطيران المروحي بالبراميل على أحياء حلب الشرقية، تزامنا مع غارات شنتها طائرات الميغ على محيط سجن حلب المركزي دون وقوع إصابات بشرية. ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري وميليشيات شيعية مسلحة من جهة وكتائب الجيش الحر وجبهة النصرة من جهة أخرى، في قرية الفرحانية الغربية والزارة والرستن بريف حمص الشمالي أسفرت عن مصرع 8 مقاتلين، كما هاجم مقاتلو الحر رتلا من القوات النظامية المتجهة نحو بلدة مورك في الشمال تمكَّنوا من خلاله من قتل 20 جنديا وتدمير آليتين عسكريتين، فيما سيطرت القوات النظامية على قرية الأشرفية بريف حلب عقب انسحاب مقاتلي الجبهة الاسلامية من البلدة دون وقوع اشتباكات. وأفاد ناشطون بأن ثلاثة أشخاص قد لقوا حتفهم بمخيم اليرموك جراء نقص التغذية وسوء الأوضاع الصحية والمعيشية داخل المخيم على الرغم من دخول المساعدات الغذائية منذ عدة أيام. وطالب المرصد السوري المجتمع الدولي والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي بالضغط على النظام السوري للإفراج عن أكثر من 100 ألف معتقل في أقبية وسجون النظام السوري. ويأتي هذا في ظل ارتفاع معاناة اللاجئين السوريين في أصقاع الأرض، حيث تعتبر الأزمة التي تواجه الشعب السوري هي الأصعب في القرن الحادي والعشرين، دون أن تلوح بالأفق بوادر حل قريب يعيد المهجرين إلى ديارهم والأطفال لمدارسهم. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا