لا تبدو العلاقات الخليجية - الخليجية بصحة جيدة، الأقرب أنها تعاني من ارتفاع درجة الحرارة، وبحسب قاموس السياسيين هي تمر بمنعطف حاسم! وما كان يدور تحت السطح وتظهر فقاقيع منه من خلال بعض إعلاميين على شكل تراشق وغمز ولمز ظهر للعلن الديبلوماسي. استدعت دولة الإمارات سفير دولة قطر وسلّمته احتجاجاً شديد اللهجة على تصريحات للشيخ يوسف القرضاوي انتقد فيها تعامل الإمارات مع «الجماعات الإسلامية». وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن وزير الشؤون الخارجية أنور القرقاش أبلغ سفير قطر فارس النعيمي بأنه «يتعيّن على القيادة القطرية وقف الداعية المصري المولِد القرضاوي عند حده». هذه من الحالات النادرة التي تستدعي فيها دولة خليجية سفير شقيقة لها لتحتج بشدة، في العادة تغلب المجاملات الديبلوماسية مع وساطات وتكتم شديد على الخلافات الثنائية، وهي تفتح ملف العلاقات الخليجية - الخليجية، وتطرح سؤالاً عن حال «الصف» الخليجي؟ هل لا يزال صفاً متراصاً كما كان يقال لنا «خليجنا واحد»؟ من الواضح أن مجلس التعاون لم يستطع ترسيخ استراتيجية سياسية موحدة، ومن الواضح أيضاً أنه لم تكن هناك مكاشفة ومصارحة في التوجهات، وهو ما يضع مجلس التعاون في خانته الحقيقية منظومة اقتصادية لا غير. دول الخليج مختلفة على أكثر من ملف، التعامل مع تنظيم الإخوان المسلمين من جهة، ومن جهة أخرى التعامل مع إيران. وينعكس هذا في السياسات والتحركات تجاه ما يدور في البلدان العربية بحسب طرف الأزمة. في المحصلة دول مجلس التعاون هي الخاسر الأكبر من هذا «التضاد» في السياسات، فهو المنفذ الواسع والمدخل لمخاطر مشاهدة رأي العين تحدق بها، وقد قيل «يؤتى الحذر من مأمنه». www.asuwayed.com