×
محافظة المنطقة الشرقية

منتزه الملك فهد بالدمام يجذب آلاف الزوار

صورة الخبر

قال فضيلة الشيخ عدنان القطان في خطبة الجمعة بجامع الفاتح: الأمنُ مطلبٌ عزيزٌ وكنـزٌ ثمينٌ، هو قِوام الحياة الإنسانيّة كلّها، وأساس الحضارة المدنيّة أجمعها، تتطلّع إليه المجتمعات، وتتسابق لتحقيقِه السّلطات، وتتنافس في تأمينه الحكومات، تُسخَّر له الإمكانات الماديّة، والوسائلُ العلميّة، والدراسات الاجتماعيّة والنفسيّة، وتُحشَد له الأجهزة الأمنيّة والعسكرية، وتُستنفَر له الطاقات البشريّة... مطلبُ الأمن يسبق طلبَ الغذاء، بغيرِ الأمن لا يُستساغ طعام، ولا يهنَأ عيش، ولا يلذُّ نوم، ولا يُنعَم براحة، قيل لحكيم: أينَ تجِد السّرور؟ قال: في الأمن، فإنّي وجدتُ الخائفَ لا عيشَ له. في ظلِّ الأمن تحفَظ النفوس، وتُصان الأعراض والأموال، وتؤمن السبل، وتُقام الحدود، ويسود العمران، وتنمو الثّروات، وتتوافر الخيرات، ويكثر الحرثُ والنّسل. في ظلّ الأمن تقوم الدعوة إلى الله، وتُعمَر المساجد، وتُقام الجُمَع والجماعات، ويسود الشّرع، ويفشو المعروف، ويقلُّ المنكَر، ويحصل الاستقرار النفسيّ والاطمئنان الاجتماعيّ... وإذا اضطرب الأمن عياذًا بالله ظهرت الفتَن، وتزلزلت الأمّة، وتخلخَلت أركانُها، وكثُر الخبث، والتبَس الحقّ بالباطل، واستعصى الإصلاح على أهلِ الحقّ.. إذا اختلَّ الأمن عياذًًا بالله حكم اللّصوص وقطّاع الطريق، وسادت شريعةُ الغاب، وعمّت الفوضى، وهلك النّاس.. وتأمّلوا رحمكم الله بلدانًًا من حولِكم اختلَّ فيها الأمن، فهلك فيها الحرث والنّسل، وسُلِبت الأموال، وانتُهكت الأعراض، وانتشر القتل، وفسد المعاش، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.. ومِن أجل هذا عباد الله، فإنّ كل تفجير وكلَّ عملٍ تخريبيّ يستهدف الأمن والآمنين ومعصومي الدّماء والنّفوس، فهو عملٌ إجراميّ محرّم، مخالفٌ لأحكام شرع الله، وهذه الأعمال السيئة الشريرة، تثير الفتنَ، وتولِّد التحزّب الذي يدمّر الطاقات، ويشتِّت الجهود، ويهدر المكتسَبات، ويؤخِّر مسيرةَ الإصلاح، ويخذل الدعوةَ والدعاة، ويفتح أبوابَ الشرّ أمام ألوانٍ من الصّراعات، بل ربّما هيّأ فرَصًا للتّدخّلات الخارجيّة والمحاولات الأجنبيّة، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله..أيها الإخوة: إنّ الموقفَ الصّريح الذي لا لبسَ فيه، ولا يُختَلف عليه، هو إنكارُ أعمال التخريب والتفجير وسفك الدماء،التي تحدث في أوطاننا، واستنكارها ورفضُها وتجريمها وتحريمها، ولْيحذر مَن أراد الخيرَ لنفسه من عمَى البصيرة وتزيين الشيطان، فيرى الحقّ باطلاً، والباطل حقًّا عياذًا بالله.. أين يذهَب هؤلاء الأغرار من قول الله عزّ وجلّ: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا»؟! وقوله تعالى: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» وأين يذهبون من قوله صلى الله عليه وسلم: «لَزَوَال الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ من قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» ومن قوله عليه الصلاة والسلام: «لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»؟ وأين يفرون من قوله صلى الله عليه وسلم في حق المنتحر وقاتل نفسه: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا». أيها المسلمون: تتوالى الأحداث المفزعة والغريبة، على خليجنا وعلى بلاد العالم الإسلامي، بلدًا تلو الآخر، تنشر فيها الفتن، وتحدث فيها الاضطرابات، وتفجر المرافق العامة والمساجد، وتخلف قتلى وجرحى ومصابين، وتصنع إحنًًا ومحنًًا، وتفرّق الصفوف، وتنشئ الفوضى. إن يد الغدر تضرب بقوة في بلاد المسلمين، ولا يفتأ الماكرون والحاقدون عن بثّ المكائد، وزرع الأحقاد، ونشر سموم الفتن، غير آبهين بدين ولا حرمة ولا دماء؛ وهناك أيادي مجرمة تسعى في خفاء، وتضرب في عمياء، وتنضح حقدًا ومكرًا، وتخلّف وراءها أهوالاً، وتدع العقلاء في حيرة، وتذهب بصفاء البلاد وهدوئها، وتعكر صفوها، وتبدّد شمل أهلها. وإن مكر أعداء الإسلام والمسلمين يمتلئ لؤمًا وحقدًا، لا يفترون عن زعزعة الأمن في المجتمعات الآمنة الهادئة، التي لم تكتوِ بنار الفتن بعدُ، فيلجأون في خبث الى بث سمومهم وأحقادهم، يريدون أن تعم الفوضى، ويقوّض الأمن، وتضيع مقدرات المسلمين، ويذهب استقرارهم، لتصبح الأمة لقمة سائغة للطامعين والمتربصين.. وهذه آثار مكر الأعداء ظاهرة في قلب الأمة الإسلامية في بعض بلاد المسلمين، والمتابع لوسائل الإعلام يقف على أهوال ومصائب كبيرة، وما لا ينشره الإعلام كثير، والله من ورائهم محيط... إن المسلمين اليوم تعمل فيهم آلة هدم جبارة، وآلة تعمل على تمزيق صفّهم، وتشتيت شملهم، وإضعاف كلمتهم، تعمل بأسلوب ماكر خادع يستغل الجهلاء والسذج بدعاوى منحرفة، إلى مستنقع الفتنة والكيد، وهي مزالق متى استسلم لها شعب أهلكته، وما دخلت أي أمة إلا أهلكتها. أيها المؤمنون: إن المسلمين اليوم في أشد الحاجة إلى ترسيخ مفهوم التعايش السلمي فيما بينهم في أوطانهم، حتى مع اختلاف مشاربهم، وتنوع مذاهبهم وطوائفهم، وتعدد رؤاهم، وإن هذا التعايش السلمي والاحترام المتبادل داخل إطار الوطن الواحد، وتحت مظلة الإسلام الواسعة كفيل بأن يوحّد صفهم، ويعلي كلمتهم، ويجمع شملهم، ويقوي بلادهم، ويوفر الأمن والاستقرار لهم، ويحول دون ضياع الدين والدنيا، وتنتظم معايشهم، ويغيظ عدوهم المشترك، ويسد منافذ الخبثاء والمتطرفين والمتربصين ومسالكهم في التفريق بينهم. عباد الله: إن الجرائم المنكرة التي وقعت في مملكة البحرين، وفي بلاد الحرمين الشريفين وفي دولة الكويت، وفي العراق وفي تركيا وما وقع في بعض الدول العربية والإسلامية، في الأيام الماضية، من تخريب وتفجير في الأماكن العامة وفي المساجد ودور العبادة، واعتداء على المصلين، ورجال الأمن وقتل للأبرياء والآمنين المطمئنين، جرائم بشعة ومنكرة وغريبة على نسيج مجتمعاتنا المتوافقة المتآلفة، التي يتعايش فيها المسلمون من السنة والشيعة وغيرهم في سلام وأمان منذ عصور طويلة وأزمنة مديدة، ويحرص كل طرف منهم على الوئام مع شركاء الوطن، فضلاً عما يجمع بينهم من روابط الدم والقرابة، وحُسن الجوار. وإن المرء ليتعجب أشد العجب، وتتملكه الحيرة والحزن والأسى: أي دين ومعتقد هذا بل أي عقل سليم يدفع بإنسان مسلم أن يفجر نفسه في الأماكن المقدسة، في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي شهر رمضان المبارك، وفي عشره الأخيرة؟! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ أَحْدَثَ فِي الْمَدِينَة حَدَثًًا، أو آوَى مُحْدِثًًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» كيف يجرؤ مسلم أن يهجم على أناس غافلين صائمين متعبدين في مدينة رسول الله؟! فيعمل فيهم القتل، والتفجير والترويع، وسفك الدماء ونشر الفتن، إن هذا والله إجرام وكبيرة من أعظم كبائر الذنوب، فالحذر الحذر من هؤلاء المجرمين الضالين، الذين يفجرون الأبرياء والآمنين في كل مكان، إن القتل العشوائي، والتفجير والتدمير والتخريب، فضلاً عن حرمته، وأنه من كبائر الذنوب، فإنه عمل خبيث خسيس، يشعل أوار الفتنة بين الآمنين، ويقطع حبال الود وحُسن الجوار بين المسلمين، ويؤدي بهم إلى اقتتال طائفي ونزاع مذهبي، تغرق فيه البلاد في مستنقع الفتن، وتتضرر منه البلاد والعباد... وإننا على ثقة ويقين بأن بلادنا والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت وكل دول مجلس التعاون الخليجي بقادتها وحكوماتها وشعوبها، ستبقى بإذن الله محمية وعصية على مثل هذه الغايات والمؤامرات الخبيثة، وستظل شعوبها على مختلف مكوناتها على وعي وإدراك مما يدبر ويحاك ضدها، ولن تزيدها مثل هذه الأحداث والمصائب، إلا قوة ومنعة وصلابة وتكاتفًا ووحدة وطنية. كما أننا لا ننسى أن نشيد ونؤيد كل الإجراءات التي تتخذها دولنا ووزارات الداخلية فيها، من أجل الحفاظ على أمن واستقرار أوطاننا ومواطنينا وأرواحهم، ومكافحة المخاطر والتهديدات الإرهابية التي تهدد مصالح البلاد والعباد، وتردع كل من يحاول العبث بأمنها أو إثارة الفرقة والفتنة بين أبنائها.. نسأل المولى جل وعلا أن يحفظ بلادنا وخليجنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وبلاء، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يرد عنا شر الحاسدين وكيد الكائدين، وأن يهدي ضالنا، ويثبت مهتدينا، وأن يتغمد ضحايا تلك الحوادث الإرهابية، بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنَّ ‏على المصابين والجرحى بسرعة الشفاء والعافية‎، إنه سميع مجيب الدعاء. نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيمَ الجليل، لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم. أما بعد فيا أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى واعلموا، أنّ التفريطَ في أمن المجتمعات والأوطان، تدميرٌ لها ولمكتسباتها ودعائمها، لذا يجب علينا جميعًا حُكَّامًًا ومحكومينَ، رجالاً ونساءً، كبارًا وصغارًا، علماء ومفكرين، أن نسعَى للحفاظ على هذا الأمن بسدِّ الثغراتِ التي يمكن أن تُحدِث شرخًا في المجتمع أو تجعلَ جسدَه مثقَلاً بالجراح،. فهذه البلادُ كغيرها من البلدان المجاورة، تعيش مرحلةً حرجة ومنعطفًا صَعبًا، فلا بدّ من تماسُك الصفّ، والالتفاف حول ولاة الأمر، مع بذل النصيحة عن طريق القنوات الصحيحة في المجالس النيابية والشورية والبلدية، وطريقُ التغيير، الإصلاح والبناء، لا الهدم والتدمير. على الجميع وعلى العلماء خاصة وأصحاب المنابر، أن يتقوا الله في بلادهم وأن يُحِسّوا بواجبهم الشرعيّ لرأب الصَّدع في البناء، ومعظَم النار من مستصغَر الشرر، وإنّ فتنًا عظيمةً في أُممٍ ماضيةٍ ودُوَلٍ حاضرة كان أولّها شرارةً يسيرة، تساهل الناس وأولو العلم والرأي في إطفائِها، فألهبت الأرض جحيمًا لا ينطفئ ودمًا لا ينقطع وفتنةً تركت الحليم حيرانًا... أمنُ الفردِ عباد الله جزءٌ من أمنِ مجتمعه، وتوطيد الأمن يستلزم أن يؤدّيَ كلّ فردٍ مسؤوليتَه في حِفظ الأمن، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّكم راع، وكّلكم مسؤول عن رعيته»، إنّ الأمّة تعيش مآسيَ وحروبًا وكروبًا في كثير من مواطنها، فلِمَ ينبري فئامٌ من بني جلدتِنا لإيقاد فتنٍ داخلية واحترابٍ لا مسوِّغ له؟! لن يكونَ فيه كاسبٌ سوى العدوّ المتربِّص، وسنبوء جميعًا بآثارها، ونُلذع بشَررها. العُنْفُ والتطرف والإرهاب عباد الله لا يَحْمِلُ مشْروعًا غَيْرَ التَّخْريبِ والتفجير والإفْسادِ، العُنْفُ يورِّثُ عَكْسَ مقْصودِ أصحابهِ، فَالمشاعرُ والعقولُ كلُّها تلْتقِي على اسْتنْكارهِ ورفْضهِ والبراءةِ منْه ومن أصحابهِ، ومن ثَمَّ فإنَّه يبْقى علامةَ شُذوذٍ ودليلَ انْفرادٍ وانْعزاليةٍ. فيا أيها الشباب: اتقوا الله تعالى في بلادكم وأنفسكم وأهاليكم، وتبصَّروا في واقعكم، واعلموا عظيمَ نعمة الأمن التي تعيشون فيها، فهي نعمةٌ عظيمة سابغة، تفضَّل الله بها عليكم، فاشكروا الله على نعمته، واسألوه الثبات على الحقّ، وتعوَّذوا بالله من زوال النعم وتحوّل العافية وفجاءة النقم، انظروا واعتبروا من حال من فقدوا الأمنَ كيف يعيشون، وكيف حالُهم الآن، تدبَّروا غيْركم لتعرفوا واقعَكم وما أنتم فيه من النعم، فلا يتَّخذكم المحرضون والمستفزون مطايا لهم، ليقضوا بكم أغراضَهم، وينفِّذوا على أيديكم مخطّطاتِهم، لتكونوا على حذر في أموركم كلّها، فإنّ المسؤوليةَ عظمى، والجميعَ في سفينةٍ واحدَة، ومَن خرقها أغرقَ الجميع. فالواجب على العلماء والمفكرين وأهل الرأي والإعلاميين،يجب على الجميع تقوى الله في كلّ الأحوال، وطاعة ولاة الأمور في المعروف، والتناصحُ والتعاون وتبصير الجاهلين وتوضيحُ الحقّ لأولئك المغرر بهم، حتى يعلَموا الخطأ الذي هم واقعون فيه، فيجتنبوا باطلَهم، ويكفوا شرهم، ويعودوا إلى رشدهم، وينيبوا إلى ربهم... وعلى الآباءِ والأمهات جميعًا أن يكونوا عونًًا لشبابِهم على الخيرِ، محذِّرين لهم من الشرّ، مراقبين أخلاقَهم وجلساءهم ومن يصاحبهم حتّى ينقِذوا شبابَهم من هذه الغوايات ويخلّصونهم من هذا البلاء، وهذه الأحزاب والجماعات.... «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» ويقول تعالى: «وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ». نسأل الله عز وجل أن يحفظَ شبابَنا من كلّ سوء ومكروه، وأن يحيطَهم بعنايتِه ويستنقذَهم من الغوايَة، ويردّهم إلى الحقّ ردًّا جميلاً، كما نسأله سبحانه أن يمنَّ على الجميع بالتّوبة النصوح، والاستقامة على الخير، وأن يحفظَ مجتمَعنا وبلادنا من كلّ بلاء، وأن يبقيَ علينا دينَنا وأمنَنا وقيادتَنا على الخيرِ والهدى، إنّه على كل شيء قدير. اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم أحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا. اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بركنك الذي لا يرام، واغفر لنا بقدرتك علينا، فلا نهلك وأنت رجاؤنا يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلم بها شعثنا، وتدفع بها الفتن والمحن عنا وعن خليجنا وعن بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين. اللهم احفظ بلادنا البحرين من كل سوء ومكروه واجعله بلدًا آمنا مطمئنًا سخاءً رخاءً وأظله بظل الإسلام والإيمان، وبنعمة الأمن والأمان والاستقرار والوحدة الوطنية، وألف بين قلوبنا رعاة ورعية وأهد الجميع للتي هي أقوم. اللهم وفق ولاة أمورنا، اللهم وفق ملكنا حمد بن عيسى ورئيس وزرائه خليفة بن سلمان وولي عهده سلمان بن حمد، وفقهم لما تحب وترضى، وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة.. اللهم احفظ بلادنا وبلاد الحرمين الشريفين واحفظ خليجنا وبلاد المسلمين، من كيد الكائدين وحسد الحاسدين، اللهم كن لولاتنا مؤيدًا ونصيرًا ومعينًًا وظهيرًا، اللهم واربط على قلوب جيوشنا ورجال أمننا وجنودنا الذائدين عن مقدساتنا وحرماتنا، والمرابطين على حدودنا وثغورنا، اللهم قو عزائمهم، وأنزل السكينة عليهم، وأنزل عليهم نصرًا من عندك، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم... اللهم انصر بهم الدين، يارب العالمين.