×
محافظة الباحة

مدير تعليم الباحة يتفقد مراكز محو الأمية

صورة الخبر

في خطبته ليوم الجمعة أمس تحدث خطيب جامع الخالد بالمنامة فضيلة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي عن رمضان الذي ودعناه, فحذر من ترك لذة المناجاة بعد رمضان, وأكد ان الفرح وإدخال السعادة على الأهل مظهر من مظاهر العيد.. ثم تحدث عن الإجرام والفساد والعنف والتطرف من خلال الجرم الإرهابي الذي شهده المسجد النبوي الشريف, فقال: يا أهل رمضان، يا قرَّاء القرآن، يا أصحاب الليل والتهجد والدعاء، إياكم أن تتركوا لذَّةَ المناجاة بعد رمضان؛ فإنّ ربكم - عز وجل - يتودَّدُ إليكم في كل آن، فتقرَّبوا إليه بصالح الأعمال، فلا غنى لكم عنه، ولا حاجة له إليكم، واعلموا أن الدنيا إلى زوال، ولا يبقى لكم إلا ما عملتم فيها؛ (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فإنّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) (البقرة: 197). ابتهجوا ما بقي من أيامكم بعيدكم المبارك في حدود ما أحلَّ الله - تعالى - لكم، فبرُّوا والديكم، وصِلُوا أرحامكم، وأحسنوا إلى جيرانكم، واحنوا على صغاركم، وأدْخِلوا السرور على أُسركم؛ فإنّ هذه الأيام المباركة يوم سرور وبهجة، فاحتسبوا اللهو المباح معهم والتوسعة عليهم عبادةً تتقرَّبون بها إلى الله - تعالى - كما تقرَّبتم له بالصيام والقيام فإنّ أيامكم هذه فرح ومسرات لأنّ العيد شعيرة من شعائر الله – تعالى - وإن الفرح مظهر من مظاهره، فافرحوا بنعمة الله - تعالى - عليكم، وهدايته لكم، وأظهِروا السرور والحبور في هذه الايام، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين. وتذكَّروا ان لكم إخوانًا جرتْ عليهم أقلامُ المقادير بما يَحُول بينهم وبين الفرح بالعيد: منهم الزمني والمرضى، ومنهم المحاصرون والمسجونون والأسرى، ومنهم المشرَّدون واللاجئون، ومنهم أيامى ويتامى لا يجدون بلغة من عيش، فلا تنسوهم في ما يعانون في يوم فرحكم، أعينوهم في نوائبهم، وشاركوهم همومهم، وخصُّوهم بدعائكم، وتصدَّقوا عليهم؛ فإنّ الله يجزي المتصدقين. واتبعوا رمضانَ بصيام ستة أيام من شوال؛ فإنّ من صامها مع رمضان كان كمن صام الدهر كله؛ كما جاء في الحديث. أعاده الله - تعالى - علينا وعليكم وعلى أمة الإسلام جمعاء باليُمْنِ والإيمان، والسلامة والإسلام، وتقبَّل منا ومنكم صالح الأعمال.. وفي خطبته الثانية قال الخطيب: يقول المولى عز وجل: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة:64]. (أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون) ]البقرة:100[. إن من الإجرام والإرهاب والفساد والعنف والتطرف بالجرائم الإرهابية التي شهدها المسجد النبوي الشريف يوم الاثنين الفائت من شهر رمضان المبارك وكذلك في اليوم نفسه في محافظة القطيف يدل على قساوة أفعالهم الإجرامية الآثمة وبعدهم من الله لأنهم لو كان في قلوبهم رأفة ما فعلوا, بل أنهم مفسدون في الأرض ما راعوا الشهر الفضيل ولا حرمة المكان الطاهر وكذلك في العشر الأواخر وقدوم عيد الفطر المبارك وكذلك التفجير الإرهابي الخطير الذي حدث في منطقة العكر الشرقي بمملكة البحرين, لاشك هذا دليل قاطع على أنهم فئة ضالة وظلم وظلال ومصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الذين وصفهم الرسول بأنهم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها قيل: صفهم لنا يا رسول الله. قال: (قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا). ولقد طالب هؤلاء الضالون الخارجون بإلغاء الولاء والبراء اللذين هما أوثق عرى الإسلام وهذه جريمتهم وفعلهم نتيجة جهلهم وغرورهم ونشأتهم الضالة الخبيثة وبعدهم عن الدين السمح والقرآن والسنة, وكذلك بعدهم عن المجتمع وإعراضهم عن تعلم العلم النافع ومجالسة أهل الخير من العلماء الربانيين. كل ذلك نبت في عقولهم شأن الخوارج الذين يستبيحون دماء المسلمين والمؤمنين, وهذا سبب في تعديهم على المسلمين وعلى البشرية جمعاء.. إن هذا ديننا العظيم يحرم الاعتداء بجميع أشكاله, قال الله تعالى: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) ]البقرة:190[. نعم أيها الأخوة أن هذا منكر وعدوان وظلم وسفك للدم الحرام وجريمة تستوجب لصاحبها المقت والطرد من رحمة الله ورضوانه فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: «من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله. وروى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: «لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار». واعلموا معاشر المسلمين إن حرمة المسلم مهما كان شأنه في الناس تسمو عند الله تعالى على حرمة الكعبة التي يحج إليها المسلمون في كل عام وتنحني عندها رقاب العباد.