×
محافظة المنطقة الشرقية

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات بالخليل

صورة الخبر

إذا زرت جزيرة صقلية الإيطالية في ربيع العام 1985، وبالرغم من جمال المكان، فلربما كنت ستحس قدراً كبيراً من الإحباط بسبب ندرة ما يمكنك أن تفعله بالبقاء هناك، حيث تتعدد الصعوبات بداية من تناول الطعام في الخارج، إلى زيارة مواقع المناظر الطبيعية، وسيكون من الصعب عليك أن تجد وجبة محلية جيدة، لأنه لا يفترض بالسياح أن يأكلوا في المطاعم المحلية. وكانت مقار الإقامة إما أنها تجنح لأن تكون فنادق عريقة ذات طابع قديم، والتي قد لا يمكنك البقاء فيها لأنها غالية، أو هي عبارة عن منازل ضيافة متواضعة، تديرها الأسر، وهي رثة ودون مستوى الأناقة المطلوبة، وكان الحال خارج المدن الرئيسية أسوأ من ذلك، حيث إن مفهوم فنادق المنازل والفلل الريفية هو بالكاد موجود. أشياء كثيرة تغيّرت مع الزمن، فهناك الآن موجة جديدة من الفنادق الريفية الإيطالية التي قامت حتى في أقاليم مثل توسكانيا، حيث وجدت الملاذات الريفية الساحرة منذ زمن بعيد، وفي صقلية، التي بدأت من لاشيء تقريباً، يبدو الأمر شبيهاً بثورة. وكان نزل إيريمو ديلا جيوبيليانا الفاخر بتحفّظ، واحداً من أولها، والذي أقيم على مزرعة لفرسان مالطا السابقين، إلى الجنوب من راغوزا، وقد كان رائداً في الجزيرة، مع الأخذ في الاعتبار عدم اقتصار الضيافة الريفية الإيطالية، على القلاع المفتوحة، و/أو الأفنية المتواضعة حيث يبقيك نهيق الحمير، مستيقظاً طوال الليل. وقد افتتحت العديد من أمثال ذلك المرفق السياحي خلال السنوات الأخيرة. مزارع الكروم وجنباً إلى جنب مع الاستمتاع بهذه الجواهر الجديدة في صقلية، فإن المكافأة الأكبر هي مشاهدة الأجزاء من الجزيرة، التي لا توجد في العادة ضمن مسار رحلة السائح، حيث توجد قرى مزارع الكروم، وصخور اللافا البركانية في منحدرات إيتنا الشرقية، التي يسارع إلى ظلمها الزائرين بمرورهم عليها مرور الكرام، خلال رحلاتهم النهارية بين توي تاورمينا و منطقة القمة البركانية. وقد كانت المنطقة الداخلية بالجزيرة، لزمن طويل واحدة من أعظم سلال الغلال لمنطقة البحر المتوسط، وما زالت محافظة على طابعها القروي الأصيل، حتى إذا كان لك التغاضي عن قليل من مزارع الرياح المتبقية. ثم هناك الريف بين سيراغوزا ونوتو، الذي ما زال يبدو إغريقياً كما كان حتى استولى الرومان على المنطقة في العام 212 قبل الميلاد، حيث يمتلئ السهل بأشجار الزيتون كثيرة العقد، وأشجار التين، وأشجار الرمان، التي تنحدر إلى الساحل الممتلئ بأشجار التوت الحمر والآس. الفنادق ومناطق الإقامة كثيرة ومنها: بورغو بانتانو، وإذا كنت يوماً مرتحلاً بالسيارة من سرغوزا وعبرت موقع الآثار والمسرح الإغريقي، ثم الحقول المنوّعة وبساتين الحمضيات، ستجد نفسك في إحدى فنادق البوتيك الفخمة والنادرة، حيث متعة التسكع في الشمسيات والمظلات المصنوعة من القش، والتي تنقلك إلى جو شبيه بالجو التاهيتي، وسوف لن يساورك الشك قط في أنك تبعد خمسة أميال من أورتيغيا، مركز الطوق البحري التاريخي، ورابع أكبر مدن صقلية. وسيساعدك طاقم الخدمة المتمرس في إيجاد الراحة في المنتجع الصغير، وخدمات السبا والساونا والمساج، كما أن أطفالك كذلك سيجدون حظهم من الرعاية والاهتمام، بتوافر ساحات اللعب الخارجية، وغرف الألعاب، وشهرة الفندق في الاهتمام العائلي هو شيء تضعه في بالك بعد أجواء العزلة الرومانسية التي يقوم بتوفيرها. أما الإفطار فيقدّم في صالة علوية واسعة، أو في المكان الملاصق لمبنى الفندق، ويمتاز بقطع الكيك المصنوعة محلياً، وعصير البرتقال الصقلي الطازج. وكذلك العشاء يتم تقديمه في هذا المكان، إذا لم تكن راغباً في الانزعاج بالقيادة إلى سراغوزا، وقائمة الطعام التي تحتوي على خصوصيات المطبخ المحلي جيدة للغاية، بحيث يختارها معظم الزائرين. فندق لا فوريستيريا وهناك أيضاً لا فوريستيريا، الذي ينتصب في قلب مزارع الكروم، مع المناظر الخلابة للمنحدر نحو البحر، وهو فندق صغير مكون من 14 غرفة، مزينة بألوان الباستيل الدافئة، ومؤثثة على طراز عصري هو مزيج من التحف الأثرية والمنسوجات الإثنية الزاهية، بنوافذ فرنسية مطلة على ممرات صغيرة في الحديقة المعشبة، لتجعله واحداً من المنتجعات الصغيرة الطموحة. ويوجد بمطعم الفندق الشيف أنجيلو بوميليا، سفير ثقافة الطعام الصقلي المعاصر الموهوب، حيث يمكن للزائرين، إلى جانب الاستمتاع بوجباته الشهية في المطعم، التسجيل في إحدى دوراته القصيرة للطبخ والتي تستغرق نصف يوم، تتعلم خلالها كيفية صنع ال كابوناتا، الحلوى التقليدية في الجزيرة، وشوربة مقبّلات الخضر حلو وحامض. وهناك أيضاً فنادق أخرى متناثرة في مختلف أنحاء جزيرة صقلية، مثل ماسيريا سوسافا، وزاش، وريلايس ماناسي ديلي تيري نيري، لتوفّر مجموعة واسعة من خيارات الإقامة والمتعة للزائرين. أشياء يجب القيام بها صقلية هي أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط وهي واحدة من المناطق الإيطالية الأكثر جمالاً، ولديها ثقافة غنية وفريدة من نوعها، وخاصة فيما يتعلق بالفنون والموسيقى والأدب والمطبخ والعمارة. كما تشتهر صقلية بالمواقع الأثرية والقديمة لها مثل نيكروبولي وبانتاليكا ووادي المعابد، وسيلينونتي. وتقدم هذه المنطقة وجهان لطابعها: فعلى السواحل يمكن للناس التمتع بالمناظر الطبيعية الساحلية المذهلة، في حين يتميز الريف فيها بالجبال والتلال، وفيها سوف تجد جبل إتنا، وهو أكبر بركان نشط في أوروبا. ومن بين الأنشطة المميزة فيها تأجير قارب اليوم والتمتع بمشاهدة الطيور على بعض أجمل السواحل المثيرة في البحر الأبيض المتوسط، والقيام بجولة في شوارع باليرمو على الفيسبا، أو مجرد الاسترخاء والاستمتاع بكوب من قهوة الكابتشينو في إحدى ساحاتها المهيبة، إضافة إلى زيارة مدينة أغريجنتو الجميلة، إحدى الأماكن الموضوعة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، أو التمشي في مدينة الأشباح بوغيوريالي التي كادت تتدمر تماماً بسبب زلزال العام 1968م. أنواع متعددة من الطعام وتزخر الجزيرة بأنواع متعددة من الطعام، حيث يمكن للزوار تناول السمك الطازج من مصايد الميناء في مدينة سيفالو الساحلية الجميلة أو البقاء في المنتجع الأكثر أناقة في كل إيطاليا. إضافة إلى كل ذلك يمكن العودة إلى الطبيعة وقضاء بعض الوقت في وادي الكانتارا البركاني، بما في ذلك تسلق جبل إتنا، وزيارة سيجيستا التاريخية، وهي واحدة من أفضل وأجمل المواقع الأثرية اليونانية التي تم الحفاظ عليها، في كافة مناطق البحر الأبيض المتوسط، أو الاسترخاء في محمية فينديكاري الطبيعية، غير المستكشفة قرب سيراكوزا.