القطيف محمد المرزوق أرجع الدكتور مبارك الخالدي الاختلاف في ترجمات عدة لنص واحد إلى أن «الترجمة ليست نقلاً حرفيّاً وإنما تعمل في مجال التأويل وترجمة المعنى». واستضافت جماعة تمائم الأدبية ومنتدى اليراع، في مقهى ثقافات في القطيف الدكتور مبارك الخالدي والشعراء عبد الوهاب أبو زيد ورائد الجشي وصالح الخنيزي، في أمسية «الجسر اللغة»، الجمعة الماضية. واشترط الخالدي إجادة اللغتين وفهمهما للدخول في تجربة الترجمة، فضلاً عن معرفة الثقافة التي أنتجت المفردة، والتي تصيب بعضهم بالارتباك في حال ترجمتها حرفيّاً من دون تمعن في المعاني التي تستند إليها ثقافيّاً، ما يستلزم معرفة سياق الجملة وثقافتها التي خرجت منها. ورأى في الترجمة تحويل نص من لغة إلى أخرى، وعبور من ثقافة إلى أخرى، وهو ما يؤدي إلى اختلاف بين المترجمين لنص واحد، حيث الترجمة تعتمد التأويل والمعنى وليس المفردات. واستغرب تصنيف الترجمة إلى «ترجمة ملتزمة، وملتزمة جداً، غير ملتزمة إلخ»، متسائلاً: من لديه الحق في تصنيف الترجمات؟ والمقصود بها؟. وأوضح أن الترجمة تؤثر على الآداب، سواء شعراً أو رواية أو قصة، مبيناً أن ذلك ليس عيباً، وإنما مثال على التواصل الإنساني. من جهة ثانية، رأى الشاعر عبد الوهاب أبو زيد أن الترجمة فعل حب، وكل ترجمة لا حب فيها لا يعوّل عليها، مشترطاً امتلاك المترجم أدوات عدة لاستدراج نص من لغة إلى أخرى. وقال إن الترجمة تشبه كتابة نص شعري بلغة المترجم، موضحاً أن ترجمة الشعر لا تشبه ترجمة المقال أو القصة، بل ينتابها نوع من التوتر والقلق، مضيفاً: أقرأ النص الذي أنوي ترجمته عدة مرات، وأتشبع به، لأتقمص صوت الشاعر من دون أن أفقد صوتي، فالنص الأخير بيدي. وأشار إلى اطلاعه على نصوص مترجمة، مبيناً أنها بالنسبة له «مجرد نظم». وخاض الشاعر رائد الجشي تجربة الترجمة، من خلال ترجمة ديوان لشاعر هولندي، فيما قرأ الشاعر صالح الخنيزي قصائد من ترجمته.