لا شك أن روتانا خليجية تميزت مؤخراً بنوعية البرامج الحوارية التي تقدمها ومستوى النقاش والضيوف، ويمكننا القول بأن أكثر ثلاثة برامج حوارية مهمة حالياً في روتانا خليجية هي: الأسبوع في ساعة، ويا هلا، ولقاء الجمعة، ولكل من هذه البرامج شخصيته التي اكتسبها من حضور مقدمها وطبيعة الحوارات وشكل البرنامج. فمن "يا هلا" والمذيع علي العلياني بأسلوبه اللبق واللطيف وأسئلته الوافية الملمة بالموضوع وطلته اليومية، إلى برنامج "الأسبوع في ساعة" والذي يأتي في نهاية الأسبوع لتناول مستجدات الساحة وتتعدد فيه الضيوف والرؤى، إلى "لقاء الجمعة" مع أسئلة المذيع المديفر المستفزة أحياناً ولكنها أيضاً وافية مع كتاب لهم حضور بارز في المشهد الثقافي والسياسي. ومن شاهد لقاء البرنامج بالأستاذ إبراهيم البليهي يجد أن مستوى النقاش والأسئلة والطرح كان على مستوى عال من الشفافية وبشكل يحسب للقناة ويحسب للبرنامج بشكل عام، فقد تحدث البليهي عن مشاريعه الفكرية ومفهوم التعليم التلقائي وأسس الجهل وعن التخلف والانغلاق الثقافي والاستبداد السياسي كعاملين مهمين من عوامل التخلف. لكن هناك أمران يضعفان من حضور البرنامج وهويته وأهمية محتواه. أولاً: مقاطعة الحوار الثري للضيوف والمحاور للتعليق على أحداث "الساعة في أسبوع" لا يتناسب مع طبيعة الحوار والضيوف، خاصة وأنه يتداخل مع برنامج آخر لنفس القناة يناقش الأخبار الساخنة في نفس الأسبوع، وبالتالي فهي نقطة ضعف في البرنامج لم تقع فيها البرامج الأخرى ذات الهوية الثابتة، ثانياً: اختزال اللقاء أحياناً بعبارة واحدة في النهاية مجحف للضيف كأن تختزل كل عبارات ومفاهيم الضيف البليهي في مقولة أصلحوا البيئة وألغوا الهيئة فهذا تقليل من حوار هو أثقل من هذه المقولة بكثير.