يكفي حديث الإنسان على الهاتف لمدة 15 دقيقة كي يتولى برنامج «بريساير» تحليل شخصيته ونفسه من أسلوب كلامه. والمحلل النفسي «بريساير» من إنتاج الشركة التي تحمل الاسم نفسه بالتعاون مع جامعة آخن الألمانية وبعض المعاهد العلمية والشركات الأخرى. وتقول مصادر الشركة إن البرنامج (السوفتوير) لا يحلل مضمون الحديث وإنما طريقته. وكمثل كم مرة يستخدم المتكلم كلمة «أنا»، وكم مرة يتلكأ بتفوهات «أأهه» أو «هممم»، وهل يتحدث بالماضي أم بالحاضر، وهل يتحدث بسرعة أم ببطء، وما طول بعض الكلمات لديه؟ ثم ما علو نغمة صوته، وهل يتحدث بوتيرة واحد أم بعدة نغمات، وهل يأخذ أنفاسا أم يتحدث بلا انقطاع. وذكر ديرك غراتزل، رئيس شركة «بريساير»، أن علماء نفسيين وعلماء بالمعلوماتية والرياضيات، وباحثين في اللغة، شاركوا في إنتاج السوفتوير. ويأخذ السوفتوير بنظر الاعتبار، عند الاختبار، أيضًا الحالة النفسية للشخص وهو يتحدث عن زواجه أو عن مديره في العمل، وعن خططه المستقبلية وغيرها من العوامل المؤثرة في حالته النفسية. وبهدف منح السوفتوير دقة «زيغموند فرويد» في التحليل النفسي قابل علماء الشركة أكثر من 6000 شخص على الهاتف، ثم قابلوهم وجها لوجه أمام الكاميرا ودرسوا انطباعات وجوههم، كما استخدموا الأسئلة والردود التحريرية للتأكد من النتائج. وتمكنوا من خلال هذه المقابلات من تقسيم المتطوعين الـ6000 في عدة مجموعات يتشابه أعضاؤها من ناحية الوضع النفسي والشخصية، وكانوا مصيبين في التشخيص كل مرة. وأشار غراتزل إلى أن شركة «راندشتاد»، التي ساهمت في الإنتاج، تستخدم السوفتوير عند تشغيل الموظفين بهدف تقدير كفاءاتهم الشخصية والنفسية بشكل أفضل، كما تستخدمه شركة أخرى لتدريب موظفيها على أفضل أساليب التواصل مع الزبائن بعد مقابلة «استباقية» من كل زبون لفترة 15 دقيقة على الهاتف. أما أكثر المهتمين بالسوفتوير فقد كانت الشرطة الألمانية، بحسب ديرك غراتزل.