دبي:ثابت الجرو بدأت صناديق إدارة الأصول التي تتخذ من لندن مقراً لها، بحزم أمتعتها والاستعداد للانسحاب بشكل تدريجي من العاصمة البريطانية بعد سنوات طويلة من العمل الناجح هناك، وذلك بعد نتائج استفتاء البريطانيين وقرارهم بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الذي صدم أسواق المال والمستثمرين والسياسيين. ذكر تقرير لصحيفة فايننشال تايمز فإن مجموعة من أضخم الصناديق العاملة في لندن بما فيها إم آند أيه وكولومبيا ثريد نيدل وليغ ماسون وفيديلتي انترناشيونال وتي روي برايس، جميعها استعدت ووضعت الخطط لسحب موظفيها ونقلهم إلى المدن الرئيسية الأخرى، وذلك نتيجة مخاوفهم المتنامية من فقدان العاصمة البريطانية بريقها كنقطة جذب للمستثمرين العالميين بعد قرار انسحابها من الاتحاد الأوروبي وخوفاً من العزلة التي يمكن أن تحدث لبريطانيا مستقبلاً، حيث تطمع تلك الصناديق الاستثمارية في تأسيس مراكزها في مدن أوروبية أخرى للاستفادة من الامتيازات وسهولة التحرك . وعلى الرغم من أن تلك الصناديق لم تعلن بعد بدء عملية الانتقال إلا أن نواياهم كانت كفيلة في إثارة حفيظة صناع القرار في لندن ودفعت هيئة الاستثمار في المدينة، التي تعد المرجعية التجارية الأولى لصناديق إدارة الأصول، إلى عقد اجتماع طارئ مع أعضائه لمناقشة تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي على اقتصاد المملكة. ويبقى الهاجس الأساسي الذي يطارد المسؤولين الخوف من فقدان بريطانيا لمكانتها كثاني أضخم مركز مالي لإدارة الأصول في العالم بعد الولايات المتحدة، حيث تبلغ قيمة الأصول المدارة من جانب المؤسسات الاستثمارية العاملة في لندن أكثر من 5.5 تريليون يورو، مع أكثر من 35 ألف موظف يعملون فيها. ويقول الرئيس التنفيذي لأحد أكبر صناديق إدارة الأصول في المملكة المتحدة إن لندن لديها الكثير لتخسره في الأيام القادمة، وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكراً جداً لمعرفة حجم الخسائر التي سيسببها قرار الانسحاب على المدينة إلا أنه من الواضح للجميع أن المستثمرين والمؤسسات المالية الكبرى بما فيها البنوك بدأت بوضع خططها والتفكير في تأسيس أعمالها في مكان آخر.