القاهرة: محمد شبانة المذيع المصري المخضرم مفيد فوزي يطل بعد عيد الفطر على قناة سي بي سي، ببرنامج جديد، بعنوان اسمحلي يستضيف فيه عدداً من زملائه المخضرمين من الإعلاميين والشخصيات العامة، مثل طوني خليفة، وحافظ الميرازي، وعمرو الليثي، ومجدي الجلاد، ووائل الإبراشي وغيرهم، حول أسباب عودته وفكرة البرنامج ولماذا تم تأجيل عرضه في شهر رمضان رغم نسبة المشاهدة الكبيرة، كان لنا معه هذا الحوار. * كيف جاءت فكرة البرنامج؟ - منذ فترة وأنا أفكر في العودة ببرنامج قوي، لأنني بصراحة لا أستطيع أن أكف عن كوني مذيعاً مهما حدث، وعندما اتصل بي المسؤولون في قناة سي بي سي، واقترحوا انضمامي إليهم ببرنامج حواري يعرض في رمضان، وافقت فوراً، ومن هنا ولدت فكرة برنامج اسمحلي. * من اقترحها؟ - أحد العاملين بالقناة اقترحها بناء على عبارتي الشهيرة اسمحلي أسألك وأحرجك وتحمست أنا لها، فالعنوان معبر بالفعل عن فكرة البرنامج. * لماذا لم يتم عرضه في رمضان كما كان مقرراً؟ - كثرة عدد المسلسلات وراء قرار تأجيله، وأعتقد أنه قرار صائب، أعطني برنامجاً حوارياً واحداً يتابعه الجمهور، كان من الصعوبة بمكان إيجاد ميعاد مناسب لعرض البرنامج، وسط هذا السيل من المسلسلات، على كل حال البرنامج سيعرض خلال أيام قليلة، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور. * تم تصوير 30 حلقة مسبقاً.. فلماذا قدمت البرنامج مسجلاً؟ - معظم البرامج الحوارية يتم تقديمها مسجلة، برامج البث المباشر مكلفة للغاية، ولا تغامر القنوات بتقديمها إلا في أضيق الحدود، في حالة ضمان نسبة من الإعلانات، التي تعتبر المؤشر الحقيقي لنجاح أي برنامج، الحلقات المسجلة لا تقل تعباً ولا إرهاقاً عن برامج البث المباشر، المهم هو مادة البرنامج نفسه، هل يقدم مادة تحترم عقل وفكر المشاهد أم لا، ما يحدث الآن ومنذ فترة طويلة مضت للأسف على الفضائيات عبارة عن إسفاف وتهريج تحت مسمى برامج. * لماذا قررت محاكمة زملائك الإعلاميين؟ - هذا هو بيت القصيد، الإعلام في حالة فوضى، ولي عدد من الزملاء الإعلاميين المتميزين، الذين شرفت بمحاكمتهم، ممن لهم برامج ناجحة، فإذا كانت لدينا القدرة على تقديم مثل هذه البرامج الناجحة، فمن أين جاءت الفوضى؟ هذا هو السؤال، هل ما يسمى بالثورات هي السبب، هل إلغاء منصب وزير الإعلام هو السبب؟ هل هو خلل في منظومة المجتمع؟ ما الذي حدث لمصر بعد ثورة 25 يناير؟ لماذا هذا التراجع في جميع المجالات؟ البرنامج باختصار محاكمة لعدد كبير من الإعلاميين والشخصيات العامة حول حال مصر، وما حدث لها بعد ثورة 25 يناير. * أراك تتخذ موقفاً مضاداً منها؟ - لست معها ولا ضدها، أنا ضد الانفلات والانهيار الذي ضرب المنطقة بأكملها. صنعنا بأيدينا ما لم ينجح فيه الاستعمار، انقسمنا إلى مسلم ومسيحي وسني وشيعي، نقتل بعضنا بعضاً بينما مصانع السلاح الغربية تجني الأرباح الطائلة، من الذي صنع داعش والنصرة وأشباههما وأعطاهما السلاح والمال الوفير؟ من أين جاءت بيت المقدس بكل هذا العتاد الذي يقينا شره الجيش المصري البطل يومياً في سيناء؟ هل كنا نسمع عن هذه التنظيمات الإجرامية المتوحشة قبل نشوب ما يسمى الربيع العربي؟ فوضى ما يسمى الثورات إلى زوال. * ألا ترى أي إيجابيات؟ - ثورة 25 يناير أوصلت الإخوان للحكم، لكن ثورة 30 يونيو هي الثورة الحقيقية من وجهة نظري هي التي كشفت عن وجههم القبيح، كانوا يتباهون بأنهم متسامحون دينياً وقدموا أنفسهم كبديل معتدل للسلفيين، وبمجرد أن فقدوا كرسي الحكم، ظهر منهم عكس ذلك. * هل يعني هذا أن برنامجك سياسي؟ - السياسة طغت على كل شيء في السنوات الخمس الأخيرة، وتجاهلها أصبح من المستحيلات، فقط أريد أن أقول كلمة في حق الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، بعد أن لاحظت تجاهل الإعلام المتعمد له بالذات في عيد تحرير سيناء، هذا الرجل ظلم، ودوره الوطني يجب أن يكون محل تقدير مهما كان البعض على خلاف معه. * ما رأيك في برامج التوك شو؟ - معظمها ضعيف وسطحي، وأغلب مقدميها ضعاف الموهبة، وعندهم ضحالة فكرية مزمنة، أستثني من هذا برنامجين أو ثلاثة. * من يعجبك من زملائك المذيعين؟ - طوني خليفة، له أسلوب متميز، يعتمد على إيقاع الضيف في آخر الحلقة في كلام يناقض كلامه أول الحلقة. * ألا ترى أن أسلوبك يستفز الضيف أحياناً؟ - هذا صحيح، لكنه يمتع الجمهور، أنا لا أستضيف أحداً لأجامله، بل لأعرف الحقيقة ويعرفها المشاهد، ومن يقبل أن يواجه سلاح مفيد فوزي، عليه أن يتحمل طلقات مدفعه.