احتفل ملايين المسلمين في مختلف أنحاء العالم الأربعاء بعيد الفطر مع انتهاء شهر رمضان، بدعوات إلى إحلال السلام بعد سلسلة اعتداءات دموية في دول مسلمة، والتي كان آخرها سقوط قتلى وجرحى أمس في هجوم إرهابي استهدف معسكرا لقوات الأمن في محافظة عدن جنوبي اليمن. وقال مصدر أمني مسؤول بالمحافظة: إن مسلحين مرتبطين بتنظيمات إرهابية هاجموا معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة خور مكسر بسيارتين مفخختين، وباستخدام القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة، وأسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى من أفراد الأمن ومدنيين، مضيفا أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين أفراد الأمن وعدد من المهاجمين الذين حاولوا اقتحام المعسكر، وتم إجبارهم على الفرار. وأدى حوالي 150 ألف شخص صلاة العيد في المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بحسب الأوقاف الإسلامية. وفي المدينة المنورة في السعودية التي شهدت الاثنين تفجيرا مسلحا غير مسبوق قرب المسجد النبوي، أدى أكثر من مليون شخص صلاة عيد الفطر في هذا المسجد. وفي خطبة العيد قال إمام المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي أمام المصلين: إن «ما حدث في المدينة المنورة وغيرها من حوادث مؤلمة وحشد لوسائل القتل والتدمير، إنما هو أمر شنيع وجريمة نكراء وإفساد في الأرض، من فئة أسقطت من قاموسها تعظيم شعائر الله وحرمة مسجد رسول الله». وتساءل «أي دين يدين به هؤلاء؟ وأي عقيدة يعتقدون؟». ولم تتبن أي جهة التفجير أمام المسجد النبوي، الذي لاقى موجة من الإدانات في المجتمع الدولي والعالم الإسلامي بشكل خاص. وسبق تفجير المدينة المنورة، تفجيران مسلحان آخران، وقع أحدهما أمام مسجد في محافظة القطيف شرق السعودية، وآخر قرب القنصلية الأميركية في مدينة جدة. وبعث الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز عقب التفجيرات، قال فيها: إن «ارتكاب مثل هذه الجرائم الإرهابية البشعة النكراء (...) وبخاصة أثناء شهر رمضان المبارك وعشية عيد الفطر، يثبت أن هذه الجرائم الهمجية (...) لا تمت بصلة إطلاقا إلى الإسلام، ديننا الحنيف الذي يقدس الروح البشرية والسلم وحسن التعايش بين البشر». وطالت الهجمات الدموية بنجلادش أيضا، حيث قتل في هجوم بالسلاح الأبيض في أحد مطاعم العاصمة دكا 18 أجنبيا وبنجلادشيان، وتبنى تنظيم الدولة الهجوم، لكن سلطات بنجلادش أكدت في المقابل أن منفذيه ينتمون إلى مجموعة محلية. وجاءت تفجيرات السعودية غداة تفجير دموي تبناه تنظيم الدولة، وقتل خلاله حوالي 250 شخصا في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد. وفي سوريا المجاورة، التي تشهد معارك على جبهات مختلفة تنوعت أطرافها، أعلن الجيش السوري «هدنة تهدئة» لمدة 72 ساعة في كافة أراضي البلاد اعتبارا من الأربعاء. وفي مدينة حلب (شمال)، توجه السكان وبينهم أطفال منذ ساعات الصباح الأولى إلى المقابر كما هي العادة لزيارة موتاهم. وبرغم أجواء العيد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح، في قصف مدفعي تعرض له حي المشهد في الجزء الشرقي صباحا أثناء أداء السكان لصلاة عيد الفطر. وسادت أجواء العيد أيضا في الأحياء الغربية، التي تسيطر عليها قوات النظام، وضجت الشوارع بالمواطنين برغم أصوات الاشتباكات المتواصلة والقذائف التي أطلقتها الفصائل المعارضة صباحا، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس. وفي اليمن، بلد عربي آخر يشهد نزاعا دمويا، يمضي المواطنون العيد في معاناة، خصوصا في مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين منذ أشهر في جنوب غرب البلاد. ويقول أحد السكان حمود صالح: «زادت معاناة تعز مع استمرار الحصار من قبل الحوثيين، فضلا عن القصف واستهداف الأحياء السكنية». وفي حين اتخذت السلطات تدابير أمنية احترازية، احتفل المصريون بنهاية شهر رمضان وأقاموا صلاة العيد في العراء في كافة أنحاء البلاد، قبل أن يتوجهوا إلى الحدائق أو ضفاف النيل. وفي القاهرة، أبحرت عشرات المراكب في النيل محملة بالمواطنين في أجواء احتفالية، وقالت هبة عصام: «العيد نجدة من كل معاركنا اليومية الصغيرة مثل زحمة المرور وضغط العمل». وعبر أحمد محمد عن أمله في أن يكون العيد «راحة من التفكير في الأوضاع الاقتصادية السيئة التي نواجهها».;