×
محافظة المدينة المنورة

خطيبا الحرمين يدعوان لكشف التنظيمات الإرهابية ومكافحتها

صورة الخبر

عيد مبارك وعساكم من عواده يأتي العيد كعادته لا يغير موعده، ولا يتأخر في توقيته، يحل هذا العام كما حلّ في الأعوام الماضية والمنطقة كلها تتسربل بأحداث دامية ووحشية غير متوقعة، يموت الأبرياء بلا سبب وبلا منطق، ويقتل المجرم بلا وعي أو حتى تفكير بأنه يقتل أناساً لا يعرفهم أطفالا ًونساء، يقتل جندياً يحمي المعتمرين ويقدم لهم المساعدة في بيت من بيوت الله وعائلته هناك تنتظره ليعود، ولكنه يدفع ثمن هذه المساعدة ودعوة الإرهابي لتناول الإفطار معه يستشهد لأن الإرهاب قرر أن يتخلص منه، أربع وعشرين ساعة عبرت وكأنها عاصفة متفجرة هنا وهناك ولكن هذه البلاد لها رب يحميها، ولها مواطنون يخافون عليها ويتحدون في ساعة الشدة، وفي لحظات المحن، يتمسكون بالوطن وقيادته وهم يتأملون هذه المتغيرات الصادمة وهذه الدماء الطاهرة التي تنزف على الأرض وترويها ببطولتها وانتمائها، وهذا التكاتف بين الشعب وحكومته الذي سوف يهزم من يريد بهذا البلد السوء، ومن يخطط للشر يجهل أن مثل هذه الحوادث تحمّل المواطن مسؤولية أكبر تجاه وطنه وتفتح له أبواب الرؤية التي تؤكد بأن الوطن واحد والأعداء كثيرون..! ومع هذه التداخلات وهذا الأسى والغضب الذي يحمله المواطن تجاه هذه الهجمة الإرهابية البغيضة، حلّ عيد المسلمين وغادر رمضان متعجلا رغم أنه كان ٣٠ ليلة لكن كل من حولي يردد أن الشهر الفضيل مرّ بسرعة البرق وكأنه صفحات تُطوى من أعمارنا، ورغم كل شيء ورغم بيت المتنبي الشهير عيد بأية حال عدت ياعيد/ بمامضى أم بأمر فيك تجديد يظل العيد فرحة داخلية رغم كل شيء، إحساس بالفرح الذاتي. والفرح بمن حولك، العيد لحظات ينبغي أن تمطر فيها المسامحة وأعراس الفرح حتى وإن كانت لأيام معدودة فنحن في أمس الحاجة للفرح لتطوف به أرواحنا وتفيض، تعبنا من الاستسلام للوجع والكوارث التي تحاصرنا وتأتي دون موعد، تصدعت القلوب وذابت الأعصاب لذلك نحتاج إلى العيد لنقتص لحظة فرح فارهة من وجه طفل يتباهى بما يلبس، من عيدية أطفال يبتهجون وهم يأخذون الهدايا والنقود ويعدوّنها تشعر أنهم هم العيد وهم حلاوته..! نحتاج للعيد عندما نسمع صوت أحدهم يهنئنا به تهنئة حقيقية وخاصة، يختصك بها وليست معلبة أو جماعية.. نحتاج للعيد لنرى أحبابنا يفرحون ونشترك معهم في لحظات لا يحكمها سوى القلب فقط..! افرحوا فالفرح لا يأتي كل يوم لأننا اعتدنا أن نجلب الأحزان ونستجديها للحضور.. افرحوا فهذا عيدكم وهذه فرحتكم.. دافعوا عن الفرح كما تدافع الطيور عن أعشاشها.. افرحوا فالفرح ينعكس جمالاً على الداخل ويجعلك ترى نفسك أجمل وأحلى.. نحن بحاجة للفرح وللحظات جميلة نستكين داخلها تتمدد كالمدى وتبرق لتضيء الكون بالمجان..! عيد مبارك ينعاد عليكم وأنتم بصحة وعافية وسلام. عيد مبارك يحتويكم مع أحبابكم في لحظات لا مفر منها سوى لأحضان العيد وتفاصيله.. عيد مبارك عليكم يستلمكم ويسلّمكم للأيام القادمة وأنتم أروع وأكثر احتفاءً بالذات التي كثير من الناس يتجاهلها ويغيّبها.. احتفوا بأرواحكم وذواتكم كما تحتفون بالعيد وبالفرح وبمن تحبونهم..! كل عام وأنتم بخير. كل عام وأنتم ممتنون للعيد ولكل شيء في الحياة كل عام وأنتم مع الفرح متعايشون.. ومع الأمل مشرقون.. ومع مووايل الحب عازفون لأوتاره..!!