×
محافظة مكة المكرمة

“وكالة ليبرو” تدير أعمال مدافع الاتحاد “نواف عامر”

صورة الخبر

أظن أن الوزير، أي وزير يشعر بمرارة، لأنه يجد نفسه تحت ضغط فريقين. فريق يريد أن يشده إلى اليمين، وآخر يريد أن يأخذه إلى اليسار. وفي الوسط تبدو الأجندة التي تتخذها وزارته، عرضة لرياح وعواصف وأنواء الأصوات والكلمات والانتقادات التي تأتي من هنا أو هناك. في حالة وزارة العمل ـ مثلا ـ هناك تصفيق حاد لكل ما يفعله وزير العمل وفريقه، باعتبار أن توطين الوظائف مطلب اجتماعي واقتصادي وأمني. لكن الفريق المضاد يرى أن الضغوط تعني تكريسا للتوطين الوهمي .. فقط من أجل الخروج من النطاقات الحمراء. وهناك من رأى أن أنظمة وزارة العمل، كانت طاردة لشباب الأعمال واستثماراتهم الغضة التي لا يمكنها أن تحتمل صدمة التوطين، لأن الحقيقة باختصار أن بعض الأعمال لا يمكن توطينها، والذي تفعله المنشآت الأكبر، يتمثل في توظيف سعوديين من أجل الخروج من مأزق النطاقين الأحمر والأصفر إلى النطاقات التي تجعلها تستقدم من يؤدون هذه الأعمال. الأمر نفسه يمكن النظر إليه في واقع وزارة الصحة، لكن التطرف هنا مضاد. الوزير له رأي مثلا في التأمين الصحي، وهو لهذا السبب خفّف من سرعة التوجه إلى التأمين على المواطنين. وقد تكون الوزارة محقة في توجهها. لكن واقع الحال أن السعوديين وغير السعوديين في القطاع الخاص أصبحوا يحصلون على العلاج بشكل أسرع وأسهل من المواطنين المنخرطين في القطاع الحكومي أو من لا يعملون أصلا. هنا تظهر الخطابات الحادة: مع أو ضد. خطابات تصفق لوزير العمل، وأخرى تنتقده. خطابات تلتمس العذر لوزير الصحة، وأخرى تنتقده. يمكن سحب هذه النظرة على وزارة الإسكان والشؤون الاجتماعية والبلديات. كل هذه الوزارات الخدمية تتلقى النقد. ومن المؤكد أن المواطن الناقد على حق. هو يتوقع أن تقف هذه الوزارات إلى جانبه. وترى أن هذا الأمر ممكن، لو تهيأت دراسات مسبقة لاحتياجاتها وتم توفيرها بشكل متوازن. كل الوزارات الخدمية، تمارس حاليا ركضا لاهثا من أجل معالجة جمود سنوات طويلة. لقد أعطى الملك عبد الله بن عبد العزيز إشارة خضراء للتحديث والتطوير، وأمر بضخ الميزانيات الأكبر من أجل ذلك. لكن يبقى الإيقاع الذي يسير به الوزراء أبطأ من الطموحات، وحتى تتحقق الآمال سيبقى هذا الصوت الناقد مسموعا.