×
محافظة المنطقة الشرقية

رونالدو: الروح سبب تأهلنا للنهائي

صورة الخبر

في مثل هذا اليوم من عام 1968، فقدت السينما العربية نجما لم يكن يوما بطلا أوحد لأفلامه، إنما تخصص في الأدوار غير الرئيسية وأضاف لها صبغة كوميدية خاصة، إنه الفنان الفلسطيني المولود في لبنان عبد السلام النابلسي. اعتاد النابلسي تقديم كوميديا من اختراعه، يمزج فيها خفة الظل مع لهجة أرستقراطية لا تخطئها الأذن، اشتهر بها في مسيرته الفنية التي بدأت عام 1929، وهو في عمر الثلاثين. قبل ذلك بعشرة أعوام سافر النابلسي إلى القاهرة ودرس في الأزهر 3 سنوات، إلا أن جيناته غلبته بعد التخرج واشتغل بالصحافة في أكثر من صحيفة ومجلة، متأثرا بوالده إبراهيم النابلسي الذي كان أديبا إلى جانب عمله كقاض. وسعى النابلسي إلى إكمال مسيرته في بلاط صاحبة الجلالة، إلا أن أضواء السينما كانت أكثر جذبا له، وجاءته الفرصة الأولى على يد المنتجة والممثلة آسيا في فيلم غادة الصحراء في عام 1929. حتى عام 1947 عمل النابلسي في عدة مهن مرتبطة بالسينما، قبل أن يتفرغ تماما للتمثيل ويعلو نجمه بعد مجموعة من الأفلام، لا سيما تلك التي جمعته مع عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وإسماعيل ياسين وفاتن حمامة وعمر الشريف. واستحق النابلسي لقب الكونت دي نابلس الذي أطلقه عليه الفنان الراحل يوسف وهبي صديقه المقرب، وقال النابلسي في تسجيل بصوته إن هذا اللقب فرضه مظهر الأرستقراطية الذي يبدو عليّ. في طريقة كلامي وتحياتي. احتفظ عبد السلام النابلسي باسمه الحقيقي طوال مسيرته الفنية، ورفض الاستعانة باسم سينمائي مثل كثير من نجوم جيله لأنه رأى - حسب التسجيل ذاته - أن الاسم لا يصنع نجما. اضطر النابلسي إلى الرحيل إلى بيروت في أوائل الستينات بعدما تفاقمت مشاكله مع الضرائب في مصر، وهناك أصبح مديرا للشركة المتحدة للأفلام، وانتهز فرصة تواجده في لبنان للعمل مع الفنانة الراحلة صباح في مجموعة من الأفلام. وعانى النابلسي كثيرا من المرض الذي أصاب معدته، وغلبته الآلام حتى توفي عام 1968 في بيروت، دون أن يترك أموالا تذكر لزوجته جورجيت التي كانت يوما ما إحدى معجباته، وارتبط بها وهو في عمر الستين. إلا أن الفنان الراحل ترك لعشاقه عشرات الأعمال الفنية أهمها ليالي الحب وفتى أحلامي وشارع الحب مع عبد الحليم حافظ، وحلاق السيدات مع إسماعيل ياسين، وأرض السلام مع فاتن حمامة وعمر الشريف، وشارع الحب والرباط المقدس مع صباح.