إعداد: عبير حسين في الوقت الذي يسعى فيه الملايين حول العالم للتواصل عبر منصات اجتماعية مختلفة أصبحت ملمحاً أساسياً للعصر الحديث، اختارت فئة قليلة من البشر الاحتفاظ بعزلتها بعيداً عن صخب وضجيج البشرية التي لا تضيف إليهم شيئاً، بل على العكس ربما تكون سبباً في فنائهم، وتدمير بيئاتهم المحلية في الغابات المنعزلة النادرة التي لم يغادروها يوماً. مطلع العام حددت منظمة سيرفايفل إنترناشيونال، المعنية بحماية الحياة البدائية عدد القبائل التي تعيش في عزلة اختيارية حول العالم ب 100 قبيلة، بعضها لا يزيد عدد أفراده على 15 شخصاً، وقررت هذه القبائل أن لا يربطهم شيء بالعالم الخارجي، الذي لا يجلب لهم سوى الأمراض الفتاكة، وتدمير نمط حياتهم البسيط الذي لا يرغبون عنه بديلاً، لكن أطماع الإنسان تأبى أن تتركهم وشأنهم، خصوصاً أنهم يعيشون على مساحات واسعة من الغابات المطيرة التي تعتبر كنزاً وثروة حقيقية للعالم الباحث عن مصادر متجددة للطاقة خاصة بمجال الوقود الحيوي. أحدث هذه القبائل المنعزلة كشفت عنها لقطات المصور الكندي أندرو نيوي، التي التقطها بمنطقة نائية في إقليم سوركهيت جنوب نيبال، ليكتشف وجود شعب الروتي الذي يصل عددهم إلى 150 شخصاً يسكنون خياماً متواضعة، ويقتاتون على صيد الحيوانات، وتصل متوسط أعمارهم إلى منتصف الثمانينات. تعيش القبيلة حياة قاسية تعتمد فيها على التنقل وسط البرية بين الغابات المنعزلة وسط أجواء مناخية قاسية تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر شتاء. والغريب أن انكشاف مساحات واسعة من الغابات بسبب الاحتباس الحراري كان السبب الذي دفع القبيلة إلى الخروج من مكامنها التي لم يصل إليها أحد من قبل، والبدء بالتعرف إلى العالم الخارجي، وبالرغم من ذلك احتفظت لنفسها بنمط حياتها المميز عند أطراف الغابات من دون رغبة منها في الاختلاط مع الآخرين. وصادف أندرو نيوي، المتخصص في تصوير وتوثيق الحياة الطبيعية، أفراد شعب الروتي خلال جولته الأخيرة في نيبال، ونقل عنهم أن سر تمتعهم بالعمر الطويل هو تبادل المهام والمنافع والأدوار داخل القبيلة التي يعمل كل أفرادها مهما كان عمره من أجل خدمة الجميع.