استعرض الدكتور أشفق شعيب مدير معهد العلوم العصبية في مؤسسة حمد الطبية، أحدث التطورات والإنجازات في إدارة السكتة الدماغية الحادة، وذلك خلال محاضرة ألقاها في إطار سلسلة المحاضرات المتخصصة التي ينظمها قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب– قطر. وتحدث شعيب عن أهمية التطورات الأخيرة في تقنيات التصوير العصبي، والبيانات التي تُظهر معدلات الشفاء ومضاعفات السكتة الدماغية، والحاجة إلى وجود وحدات رعاية طبية متخصصة لمرضى السكتة الدماغية في المستشفيات. وقال: «تُظهر البيانات المتاحة لدينا أنه عند تقديم الرعاية الطبية اللازمة خلال أول 90 دقيقة بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، فإن واحداً من بين كل أربعة يُشفى بشكل كامل. وبالمقارنة، في حال عدم تقديم الرعاية الطبية اللازمة إلا بعد مرور ثلاث ساعات فإن العدد المذكور يتقلص إلى حد كبير، فالشفاء الكامل لا يتحقق إلا لمريض واحد من بين كل أربعة عشر. فالمريض يفقد نحو مليونين من الخلايا الدماغية مع مرور كل دقيقة، وهنا تتأكد الأهمية الحرجة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين بالسكتة الدماغية دون إبطاء». يُصاب الإنسان بالسكتة الدماغية في حال انقطع تدفّق الدم إلى الدماغ فجأة، ما ينجم عنه موت الخلايا الدماغية بسرعة عالية. وهناك نوعان من السكتة الدماغية: السكتة الدماغية الإِقفارية، وتحدث عندما يتسبب تجلُّط الدم في توقُّف تدفق الدم، والسكتة الدماغية النزفية، وتحدث عند نَزْف أو تمزُّق أحد الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم. وتمثل السكتة الدماغية الإِقفارية نحو %85 من مجمل حالات السكتة الدماغية. كما تطرّق الدكتور شعيب إلى أحد أبرز الإنجازات التقنية العالمية المتقدمة في رعاية مرضى السكتة الدماغية، وهو تطوير ماسحة أشعة مقطعية أصغر حجماً يسهل الانتقال بها. وتستخدم ماسحة الأشعة المقطعية نوعاً من الأشعة السينية لتمكين الأطباء من معاينة دماغ المريض، وفي العادة تكون هذه الماسحة ضخمة الحجم وثقيلة ولا يمكن نقلها بعد تثبيتها في الأماكن المخصصة لها في المستشفيات. لكن تتوافر اليوم تلك الأحجام الصغيرة التي يمكن نقلها في سيارات الإسعاف، ما يتيح للأطباء تشخيص السكتة الدماغية وبدء علاج المريض على نحو أسرع من المعتاد في السابق. وأضاف شعيب في هذا السياق: «هذه تقنية حديثة وغير متاحة بعد على نطاق واسع. ويسرني إخباركم بأننا تقدمنا بطلب لتوفير ماسحة أشعة مقطعية نقالة هنا في الدوحة، ما يجعل العاصمة القطرية واحدة من بين عشر مدن تقريباً من مُدن العالم تملك هذه التقنية الفائقة». وأوضح أن المريض يكون عُرضة لمضاعفات أقل بكثير في حال نقله بسرعة من وحدة الرعاية الطارئة إلى جناح السكتة الدماغية. وهذه وحدات بسيطة للغاية ومحدودة التقنية وأيضاً محدودة التكلفة نسبياً، ينصبُّ اهتمام طواقم التمريض فيها على وقاية المريض من مضاعفات السكتة الدماغية. ويؤكد شعيب أن التجارب السابقة أثبتت فاعليتها العالية وتفوقها على أجنحة الرعاية الطارئة العامة في الحؤول دون الإصابة بالمضاعفات المحتملة للسكتة الدماغية». وختم قائلاً إن البيانات البحثية أظهرت أن أساليب الحياة الصحية تقلّص إلى حد بعيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، موضحاً أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية متدنٍّ بين الأشخاص المواظبين على التمارين الرياضية، وغير المدخنين، وغير المصابين بالسكري أو مستويات عالية من الكولسترول الضار، وقياس ضغط الدم لديهم أقل من 110/70». وتعليقاً على المحاضرة، قالت الدكتورة شيلا قريشي محاضر أول مادة الكيمياء: «أصابت السكتة الدماغية كثيرين من أفراد أُسرنا وأحبائنا وهي أكثر شيوعاً مع التقدم في السن. ونشكر الدكتور شعيب على محاضرته القيّمة إذ تعرّفنا من خلالها على ما يبذله الأطباء في العالم لتطوير أساليب جديدة لإدارة السكتة الدماغية وتقديم أفضل رعاية ممكنة للمصابين بها».;