تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ سَمِيرَةَ زَائرُ وَمَا الطَّيْفُ إلاَّ مَا تُرِيهِ الْخَوَاطِرُ طَوَى سُدْفَةَ الظَّلْمَاءِ، وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ بِأرواقهِ، والنَجمُ بِالأفقِ حائرُ فيا لكَ مِن طيفٍ ألمَّ ودونَهُ مُحِيطٌ منَ الْبَحْرِ الْجَنُوبِيِّ زَاخِرُ تَخطَّى إلى َّ الأرضَ وَجداً، وما لهُ سِوَى نَزواتِ الشَوقِ حادٍ وزاجرُ تَحمَّلَ أهوالَ الظلامِ مُخاطِراً وعَهدي بِمَن جادَت بهِ لا تُخاطِرُ عَقِيلَةُ أتْرَابٍ تَوَالَيْنَ حَولَهَا كما دارَ بالبدرِ النُجومُ الزَواهِرُ غَوَافِلُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ وَلا هُنَّ بالْخَطْبِ الْمُلِمِّ شَوَاعِرُ تُمثِلُها الذكرى لعيني، كأنَّنى إلَيْهَا علَى بُعْدٍ مِنَ الأَرض نَاظِرُ فَطَوْراً إخَالُ الظَّنَّ حَقّاً، وَتَارَةً أهِيمُ، فَتَغْشَى مُقْلَتَيَّ السَّمَادِرُ فيا بُعدَ ما بينى وبينَ أحبَّتى ! ويا قُربَ ما التفَّت عليهِ الضَّمائر محمود سامي البارودي شاعر مصري 1838 - 1904م