لا تزال التفاصيل غامضة. في مساء يوم الجمعة، اعتدى سبعة مهاجمين على مطعم في حي راقٍ في دكا، عاصمة بنجلادش المزدحمة، حيث أطلقوا النار وألقوا قنابل يدوية. وملأ ضباط كتيبة التدخل السريع شوارع «جولشان»، وهو حي يقطنه الدبلوماسيون والنخبة من الأثرياء في البلاد. وعلى الفور دارت التكهنات حول مجموعة متطرفة يعتقد أنها تتبع كلاً من «القاعدة» و«داعش». وشهد العامان الماضيان سلسلة مرعبة من الهجمات شنها إسلاميون على هندوس ومثقفين وكتاب علمانيين ومدونين. ووفقاً لإحدى الروايات، فقد أعلن «داعش» مسؤوليته عن شن المزيد من الهجمات في بنجلادش من خلال أجهزته الإعلامية أكثر من الهجمات التي شنها في باكستان وأفغانستان. وقد دعا التنظيم الإرهابي مقاتليه ووكلاءه لشن مثل هذه الضربات على أهداف سهلة خلال شهر رمضان المبارك. ويذكر أن حكومة بنجلادش، برئاسة رئيسة الوزراء «الشيخة حسينة»، كافحت من أجل التعامل مع هذه القضية. ورفضت أي إشارة إلى وجود «داعش» في البلاد، وسعت إلى إبعاد اللوم عنها، كونها السبب في حدوث أزمة أمنية جراء سوء تناولها للأمور. وفي الشهر الماضي، آثر وزير بارز أن يربط تصاعد أعمال العنف بوجود مؤامرة إسرائيلية غامضة بدلاً من وجود مشاكل داخلية. وقامت الشرطة باعتقال نحو 12 ألف شخص، لكن معظمهم كانوا مجرمين تافهين وأنصاراً لأحزاب المعارضة، وفقاً لوكالة الأسوشيتيد برس. ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إن حكومة الشيخة حسينة بذلت مزيداً من الجهود لتعزيز مكانتها وقمع معارضيها أكثر من الجهود التي بذلتها للتصدي لانتشار العنف الإسلامي في البلاد. وذكر تقرير صدر مؤخراً عن مجموعة الأزمات الدولية أن وجود نظام قضائي منحرف، والحكم شديد الوطأة لحزب رابطة عوامي الحاكم بزعامة الشيخة حسينة، وهو حزب علماني، كل هذا يضع الأساس لمزيد من الاضطرابات وعنف المتشددين. واختتم التقرير قائلاً: «ليس هناك وقت لنضيعه. إذا ظلت المعارضة الرئيسية مغلقة، فإن مزيداً ومزيداً من المعارضين للحكومة ربما ينظرون إلى العنف باعتباره الملجأ الوحيد». ... المزيد