«العمل معهم له طابع خاص ومُميّز». هكذا يرى الفنانون في تعاملهم مع كتّاب سيناريو بعينهم أو العكس، فالثنائيات التلفزيونية بين أبطال الأعمال الدرامية والمؤلفين باتت ظاهرة لافتة في السنوات الأخيرة لاقت نجاحاً كبيراً، حيث يقود التوافق الفكري بين البطل والمؤلف غالباً إلى «راحة نفسية وتفاهم وكيمياء في العمل إلى حد كبير». وفي دراما رمضان 2016، كان حصاد الثنائيات، حيث استحوذت الثنائيات على ثمانية أعمال درامية على الأقل خلال الشهر الكريم. ولعل الثنائي الذي يبقى الأبرز هو الثنائي الذي يربط بين الفنان عادل إمام والسيناريست يوسف معاطي. فمنذ أن قرر الزعيم العودة إلى التلفزيون، اختار معاطي ليكون حليفه في هذا المشوار الذي بدآه قبل سنوات بمسلسل «فرقة ناجي عطا الله»، واستمر التعاون بعدها في عدد من الأعمال الكوميدية والاجتماعية المميزة، منها «العرّاف»، «صاحب السعادة»، مروراً بـ «أستاذ ورئيس قسم»، ليخوض الثنائي سباق هذا العام معاً بمسلسل «مأمون وشركاه» الذي أخرجه رامي إمام. يوسف معاطي اعتبر في تصريح لـ«الراي»، أن العمل مع الفنان عادل إمام له طابع فني وإنساني خاص، خصوصاً أنه من الممثلين النادرين الذين يمتلكون مقومات احترام الغير، فهو لا يتدخل في عمل أحد ودائماً تكون آراؤه بدافع المناقشة وليس إعطاء أوامر، فهو فنان بسيط للغاية. وقال معاطي إن الموضوعات التي ينتقيها لـ«الزعيم» تكون دائماً مناسبة له وتلقى إعجاب الجمهور، الذي أصبح ينتظر أعمال إمام في رمضان، مشيراً إلى ان أعمال عادل إمام رغم أنها تدور في إطار من الكوميديا، إلا أنها أيضاً تقدم رسائل مهمة للمجتمع. وللمرة الرابعة، تعاون الفنان يحيى الفخراني مع المؤلف عبدالرحيم كمال في مسلسل «ونوس»، بعد أن تشارك الثنائي تقديم مسلسلات «شيخ العرب همام»، «الخواجة عبدالقادر» و«دهشة». ويعتبر شادي الفخراني مخرج «ونوس» الضلع الثالث لهذا الثنائي، كما حدث مع «الزعيم» ونجله المخرج رامي إمام. أما العلاقة بين الكاتبة مريم نعوم والفنانة نيللي كريم، فهي علاقة من نوع خاص، فكلتاهما أصبحت تتفهم الأخرى وتشعر بالموضوعات التي يجب تجسيدها، وعن هذا اعترفت كريم لـ«الراي» بأن نعوم دائماً ما تفاجئها بما تقوم بكتابته، بداية من مسلسل «ذات» الذي شكّل حالة فنية كبيرة وعبر عن المستقبل بشكل كبير وخدمها هي شخصياً، من خلال تجسيد شخصية الفتاة المتألقة البسيطة التي تمر بمراحل سياسية واجتماعية ونفسية مختلفة، لتنقلها مريم بعد ذلك إلى مسلسل «سجن النسا» الذي شكّل هو الآخر عملاً مدهشاً وأثار موضوعاً جديداً ومختلفاً لم تتطرق له الدراما المصرية بهذا الشكل. ورُغم صعوبة التصوير والمشاهد، فإن الكتابة التي قامت بكتابتها نعوم كانت في غاية السلاسة، فهي صاحبة السهل الممتنع لما تبثه في كتابتها من روح للشخصية، وشرح واضح وصريح لها حتى إنها تتجسد على الورق. ومن ثمّ، أطل الثنائي العام الماضي بمسلسل «تحت السيطرة» بعديد من القصص والروايات التي تدور حول الإدمان، التي أكدت فيها نيللي كريم أنه من أصعب الموضوعات التي جسدتها وتناولتها بسبب دخولها القوي في الشخصية والتعايش معها لحد كبير، واجتمع الثنائي هذا العام للمرة الرابعة من خلال مسلسل «سقوط حر»، الذي يلعب على نمط آخر من عالم الإثارة والتشويق، بعد أن تُتهم بطلة العمل نيللي كريم بقتل زوجها وشقيقتها، وتصاب بحالة من الاكتئاب النفسي الذي يجعلها تدخل على إثره مصحة للعلاج النفسي، وتبدأ الأحداث في العرض من هذا المنظور. ورُغم حالة الانتقاد الكبيرة التي يتعرض لها الفنان مصطفى شعبان لتناوله عدداً من الموضوعات التي ترتبط أكثر بالنساء، فإنه يتجاهل ذلك، وتعاون للمرة الرابعة مع المؤلف أحمد عبدالفتاح. وشارك الثنائي في تقديم 4 مسلسلات، هي «مزاج الخير» و«دكتور النسا» و«مولانا العاشق»، وأخيراً مسلسل «أبو البنات» الذي شارك فيه شعبان هذا العام، والذي تدور أحداثه أيضاً حول المرأة التي أصبحت كياناً لا يتجزأ من أعماله خلال الفترة الماضية، وتسليط الضوء على علاقتها بالرجل، وكيف تتعامل مع تلك القضايا التي تواجهها. أما الفنان خالد الصاوي، الذي عاد هذا العام بمسلسل «هي ودافنشي» مع الفنانة ليلى علوي، فقد كشف عن الراحة النفسية التي يتعامل بها مع المؤلف محمد الحناوي، بعد تعاونهما في مسلسلات «الصعلوك» و«خاتم سليمان» و«تفاحة آدم». ورأى الصاوي أن الحناوي لديه طابع خاص في كتاباته تجذب الفنان للشخصية التي يجسدها، عبر التركيز على العديد من الملامح والتفاصيل التي تجذب أي فنان. وواصل الفنان أمير كرارة العمل مع المؤلف هشام هلال بمسلسل «الطبال»، بعد أن تعاونا في 4 أعمال سابقة، هي «المواطن إكس»، «طرف تالت»، «تحت الأرض»، «حواري بوخاريست»، التي قدم فيها كرارة شخصيات مختلفة لا يمكن الجزم بأن أياً منها يشبه الآخر، فلكل شخصية سمات وتفاصيل مختلفة عما قبلها، وهذا ما دفع كرارة إلى أن يلعب في المضمون ولا يجازف بالتعاون مع مؤلف آخر يبدأ معه من جديد. ومن النجوم الذين حققوا نجاحاً كبيراً العام الماضي في أول بطولة درامية لهم، كان الفنان طارق لطفي في مسلسله «بعد البداية»، الذي تعاون فيه مع المؤلف عمرو سمير عاطف، ليكرر التعاون معه مرة أخرى هذا العام في مسلسل «شهادة ميلاد». وكذلك الفنانة دنيا سمير غانم، التي لعبت دوراً كبيراً في الكوميديا من خلال مسلسل «لهفة»، الذي قدمته العام الماضي مع والدها الفنان سمير غانم والمؤلفين كريم يوسف ومصطفى صقر، لتقرر أن تعاود التعاون مرة أخرى في مسلسل «نيللي وشيرهان» الذي تم تغيير اسمه من «لغز ميكي»، وتعاونت فيه مع شقيقتها إيمي سمير غانم.