هذه لحظة فارقة فى تاريخ مصرنا الحبيبة، وخريطة للطريق والمستقبل تمت باتفاق كل الحضور، وضعنا فيها العناصر التى تضمن سلامة الطريق لكل المصريين بإخلاص، من خلال أناس شرفاء دون استثناء أحد، اجتمعنا تحت علم مصر وبه النسر الذى نراه يمثل جيشها الذى يعد صمام الأمان، بتلك العبارات أنهى بابا الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس تواضروس الثانى كلمته فى اجتماع 3 يوليو 2013. 3 أعوام مرت اليوم على هذا الاجتماع ــ الذى أعلن فيه وزير الدفاع وقتها عبدالفتاح السيسى إنهاء فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى ــ ولم تتردد الكنيسة فى عهد تواضروس فى دعم 30 يونيو، بينما أعلن سلفه البابا شنودة الثالث دعمه لثورة 25 يناير قبل فترة قصيرة من وفاته. كتب البابا تواضروس تدوينة عبر حسابه على تويتر يوم 30 يونيو 2013 قائلامصر بلادنا جميعا، واجبنا أن نحفظها بلا عنف أو اعتداء، وكل مصرى دمه غالٍ.. أرجوك يا مصرى شارك وعبر ولكن احترم الآخر. ويرى البابا أن هجرة الأقباط خارج مصر قلت مع استقرار الأمور بها، وفق تصريحات قالها خلال لقائه مع خدام كنائس ببرنامج البابا وأسئلة الشعب، مستشهدا بحرق 70 كنيسة فى 14 أغسطس 2013 من جانب متشددين إسلاميين، وتجسد الظهور والتأييد العاجل لثورة 30 يونيو فى التصفيق الحاد داخل الكاتدرائية للسيسى ــ منذ ظهوره سياسيا فى أغسطس 2012 ــ مقياسا لما حظى به من شعبية وقتها، أكدها التصفيق له فى أعياد القيامة والميلاد فى 2013 و2014، انتهاء بكونه أول رئيس يذهب للكاتدرائية لتهنئتهم على مدار عامين متتاليين. لكن البابا أثار جدلا فى ديسمبر 2014، حين وصف ثورات الربيع العربى بـالخريف، خلال حوار مع صحيفة الموندو الإسبانية، لكن توضيحا صدر من الكنيسة وقتها بأن البابا قصد أن الثورات لم تؤت ثمارها المنشودة، ويقول المتحدث باسم الكنيسة، القس بولس حليم، أن موقف الكنيسة هو أن 25 يناير حركة شعبية سعت للتغيير لكنها جاءت بحكم لم يلب طموحات المصريين، لينزلوا فى 30 يونيو لتصحيح مسار الثورة. وبحسب مراقبين، يقود البابا الكنيسة منذ تجليسه بسياسة هادئة خاصة وقد جلس على كرسى البابوية فى وقت غير مستقر سياسيا، وصار عليه أن يقود نحو 15 مليون قبطى نحو بر آمن، لاسيما أن الثورتين أخرجتا الأقباط من عزلتهم خلف أسوار الكنائس، لكنه هوجم من معارضين ونشطاء بزعم أن الكنيسة تمارس دورا سياسيا، لكن الرجل رأى أن دعمه 30 يونيو واجب وطنى وليس سياسيا، كما أن تأييده دستور 2014 كان لاستكمال خارطة الطريق. وتزامنت ذكرى 3 يوليو مع أحداث طائفية فى المنيا والإسكندرية، حيث اعتدى متشددون على أقباط على خلفية شائعات ببناء كنائس بدون ترخيص، كما لقى كاهن شمال سيناء القس روفائيل موسى حتفه برصاص دواعش، فيما يواجه البابا 3 تحديات، أولها إقرار قانون بناء الكنائس، ثم ضمان تطبيق عادل وفورى للقانون فى النزاعات الطائفية دون الحل العرفى، ومواجهة شكاوى المتضررين فى الأحوال الشخصية من راغبى الحصول على تصريح زواج ثانٍ.