سيتعين على فرنسا الضغط بقوة على إيسلندا مباشرة من البداية في لقاء الفريقين في دور الثمانية لبطولة أوروبا 2016 لكرة القدم غداً الأحد، إذا أرادت الحفاظ على أمالها في الفوز باللقب على أرضها وإلا فإنها قد تواجه ثورة بركان كبيرة قد تطيح بها. وسيتعين على الدولة المضيفة التي اضطرت كثيراً للاعتماد على الصحوة المتأخرة، النهوض مبكراً هذه المرة لتجنب الخروج من البطولة أمام هذه الدولة الصغيرة جداً، بعدما جاءت جميع الأهداف الستة للمنتخب الفرنسي في البطولة في الشوط الثاني. وتأهلت إيسلندا الصغيرة التي تلعب في بطولة كبرى للمرة الِأولى لدور الثمانية، بعد فوزها غير المتوقع 2-1 على إنجلترا، وهي تطمح لنهاية حالمة لهذه المسيرة على غرار مسيرة نادي ليستر سيتي الذي أصاب عالم كرة القدم بأكمله بالدهشة، بفوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي. وقال المدرب المساعد لإيسلندا هايمر هالغريمسون للصحافيين: "أعتقد أنني أود أن تكون النهاية تماماً مثل نهاية ليستر سيتي". وأضاف هالغريمسون "استغل ليستر سيتي نقاط قوته ونحن نحاول الاستفادة من نقاط قوتنا، هناك نفس روح الفريق في الفريقين، كلنا نرغب في اللعب بروح جماعية". وإيسلندا البالغ عدد سكانها 330 ألف نسمة مشهورة بالبراكين، وربما تستمد الإلهام من الدنمارك واليونان التي فازت كل منهما بعكس كل التوقعات بلقب البطولة وبنفس الأسلوب الدفاعي في عامي 1992 و2004 على الترتيب. وبعد تقدم إيسلندا على إنجلترا 2-1 بعد مرور أقل من 20 دقيقة من زمن المباراة، فإن فرنسا تعرف تماماً ما يتعين عليها القيام به غداً. وقال المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سجل هدفي فريقه في الفوز 2-1 على إيرلندا في دور الـ16: "أداؤنا في الدقائق الأولى سيء للغاية وعلينا تحقيق تقدم في هذا الجانب لأننا لن ننجو في كل مرة". وحذر المدافع الفرنسي باتريس إيفرا أيضاً من خطورة الفريق الإيسلندي قائلاً: "إنهم فريق جيد يمكنه تقديم أداء جيد وهم لم يصلوا لهذه المرحلة بالصدفة". وسيتعين على مدرب فرنسا ديدييه ديشان اللعب بدون المدافع عادل رامي ولاعب الوسط المدافع نغولو كانتي بسبب الإيقاف. ويفترض أن يشارك صامويل أومتيتي الذي تعاقد مع برشلونة الإسباني أخيراً بدلاً من رامي، على أن يشارك يوهان كاباي صاحب الخبرة الكبيرة بدلاً من كانتي أمام خط الدفاع. ومن جهة أخرى فان إيسلندا التي تعتمد على تألق آرون جونارسون يتوقع أن تواصل اللعب بطريقتها 4-4-2 وستعتمد في حراسة المرمى على هانيس هالدورسون الذي سبق له العمل في الإخراج السينمائي قبل احترافه اللعبة الشعبية في 2014. وسيكون بوسع فرنسا صاحبة المهارات والخبرات الأوسع نطاقاً الاعتماد على عاملي الأرض والجمهور في إستاد فرنسا، بينما تسعى لضرب موعد مع إيطاليا أو ألمانيا في الدور قبل النهائي، أملاً في المضي قدماً وإحراز اللقب القاري بعد ذلك. وقال المدافع الفرنسي بكاري سانيا: "بالتأكيد نحن لا نستهين بإيسلندا، لكننا ننتمي لواحد من أفضل المنتخبات في أوروبا ونحن من الفرق المرشحة للتتويج كما أننا نلعب على أرضنا".