×
محافظة المنطقة الشرقية

"رويترز": سماع دوي انفجارات قرب مسجد في مدينة القطيف السعودية

صورة الخبر

دبي: نادية سلطان تحوَّلت المؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي إلى ساحات لتجميع النزلاء والنزيلات حول مائدة القرآن الكريم، وتعلم بعض الدروس الدينية خلال الشهر الفضيل، وساحات أخرى للهو والترفيه، وممارسة الألعاب والمسابقات الترفيهية، عدا أماكن العمل وممارسة الهواية في الحرف اليدوية المميزة التي أبدع فيها الجنسان. وفي جولة لـ الخليج داخل سجن النساء، كانت هناك نزيلات يحملن المصاحف في أيديهن، وأخريات يتجولن مع أطفالهن، بعد أن أنجزن عملهن اليومي في ورش الحرف المختلفة. وتتابع الرائد جميلة الزعابي، مديرة إدارة سجن النساء، الأنشطة والفعاليات المقامة، بالإشراف على النزيلات مع موظفات عسكريات ومدنيات. والوضع أشبه بدار كبيرة تضم النزيلات وأبناءهن في أسرة مترابطة، رغم تعدد الجنسيات واختلاف الديانات، في أجواء احترام وألفة وتعاضد ومشاركة الجميع في الفعاليات المقامة تهون على بعضهن مأساتهن التي كانت سبباً وراء وجودهن في المؤسسة العقابية. تقول الرائد الزعابي إن إدارة السجن أعدت على مدار الشهر الفضيل عدداً من الفعاليات أهمها إلّا صلاتي التي وزّعنا فيها ثوب الصلاة على النزيلات، وأقمنا صلاة التراويح يومياً، إلى جانب الإفطار الجماعي، ما أبعد النزيلات عن أجواء السجن، ونظمت مسابقات في الشطرنج، وشد الحبل، ومسابقات دينية، ومسابقات عن المجتمع المحلي لدولة الإمارات. وأضافت أنه أعدّت مسابقات في حفظ القرآن الكريم، خاصة أن 55% من النزيلات مسلمات، مشيرة إلى أنهن شعرن أنهن في بيت متوحد وأنهن داخل مؤسسة إصلاحية في المقام الأول، حيث تصلح سلوكات بعضهن من خلال تلك الفعاليات. وأفادت الزعابي بأن السجن يضم حالياً، نحو 300 نزيلة من جنسيات متعددة و45 طفلاً في أعمار مختلفة، مؤكدة أن للأطفال أيضاً حظاً وفيراً في إسعادهم، حيث تم جلب الهدايا واللعب لهم، ومشاركة أمهاتهم في المسابقات الخفيفة، وقالت إن أصغر طفلة في المؤسسة عمرها أسبوع، وأكبر طفل عمره 12 عاماً (ظروفه خاصة، وليس له سوى أمه) والبقية تراوح أعمارهم بين أشهر قليلة وست سنوات. وأضافت أنه نظّمت فعالية سوق الجمعة، لتتمكن النزيلات من شراء احتياجاتهن، والشعور بمتعة التسوق، كما نظَّمنا مسابقة بدون نار وهي إعداد حلويات بدون استخدام النار. والتقت الخليج عدداً من النزيلات للتعرف إلى كيفية قضائهن يومهن، خاصة في رمضان، حيث أكدت علا. أ في العشرينات، ومحكومة بالسجن 10 سنوات بتهمة التسبب في وفاة طفلة ابنة زوجها، أنها رغم ابتعادها عن طفلها الذي قارب حالياً عامين ونصف العام، فإنها استطاعت التعايش، فهي تبدأ يومها بصلاة الفجر، ثم تمارس الرياضة، بعدها تتوجه إلى عملها في مكتبة السجن. وأكدت أنها لم تستطع تناسي الجريمة التي قامت بها، ولكن تحاول إشغال وقتها في أمور مفيدة، سواء كانت أشغالاً أو ألعاباً. وتمكنت من حفظ 15 جزءاً من القرآن الكريم، ونالت عفو 5 سنوات من مدة الحكم، كما أنها تعلمت بعض اللغات. حنان (37 عاماً) كانت تمتلك مقهى وصالوناً، إلا أنها اتهمت بتشغيل فتيات على غير كفالتها أثناء وجودها في موطنها للولادة، وأصبح مطلوباً منها دفع 100 ألف درهم، وسجنت 6 شهور لعدم مقدرتها على الدفع، وبناء عليه انتهت إقامتها ولم تستطع تجديدها، وتراكمت عليها مخالفة الإقامة بشكل غير مشروع، وحكم عليها بالإبعاد بعد انتهاء محكوميتها. وتعيش حنان في قلق على طفلها الوليد الموجود في موطنها، بعد تخلي زوجها عنها ووفاة والدها، وتؤكد أنها شاركت زميلاتها في السجن كل الأنشطة والفعاليات، حتى تتناسى مشكلتها. التزام ورعاية وتقول هدى (29 عاماً) محكومة بالحبس ثلاثة أشهر، إنها قضت أيام شهر رمضان في الصلاة وقراءة القرآن، وأيقنت أنها أخطأت في مرحلة من حياتها وخسرت وظيفتها وجامعتها، ولكنها اليوم أصبحت أكثر إصراراً على استكمال دراستها فور خروجها من الحبس، مشيرة إلى أن إدارة السجن تساعدها لتعود إلى المجتمع فتاة صالحة، حيث كانت تدرس سابقاً في إحدى الكليات، وتركتها بسبب قضيتها، وأنها حكم عليها بالحبس غيابياً ولم تنفذ إلا مؤخراً، سلّمت نفسها حتى تنتهي من محكوميتها وتبدأ حياتها من جديد. وأنها رغم ابتعاد أهلها عنها وعدم زيارتهم لها، شعرت أنها وسط أسرة كبيرة وهناك رعاية وتعليم وتهذيب وترفيه. نزيلات يرفضن الخروج وخلال الجولة رصدت الخليج نزيلات يلتزمن بزيهن ومظهرهن النظيف، كما أنهن يتجولن مع أطفالهن بحرية تامة، بل إن بعضهن صدر عنهن عفو مؤخراً، وهن من الإفريقيات، خصوصاً رفضن الخروج من السجن، وفضلن البقاء فيه وفقاً لتصريحات مديرة السجن التي كشفت، أن لديها مجموعة من الإفريقيات حصلن على عفو مؤخراً، ولكنهن يرفضن الخروج لأنهن يؤكدن أنهن لن يجدن تلك المعاملة في بلدانهن، حيث تتوافر لهن كل مقومات الحياة الكريمة، كما أنهن تعلمن بعض المشغولات والحرف خلال إقامتهن، وتشير الزعابي إلى أن هؤلاء النزيلات جميعهن حاصلات على حكم بالإبعاد، ولابدّ من تسفيرهن، وهي الإجراءات التي نقوم بها حالياً لإقناعهن بضرورة المغادرة تنفيذاً لأحكام القضاء. ولاحظنا أن الأطفال تربطهم علاقة طيبة بمديرة السجن، فبمجرد رؤيتها يتسابقون لاحتضانها، لتعاملها معهم بحنان وأمومة. من جهة اخرى نظمت إدارة حماية الطفل والمرأة في الإدارة العامة لحقوق الإنسان بشرطة دبي بالتعاون مع إدارة سجن النساء في المؤسسات العقابية والإصلاحية بدبي مبادرة كسوة العيد لأطفال النزيلات احتفاء بحلول عيد الفطر المبارك وحرصاً على إدخال الفرحة والبهجة على قلوب الصغار وأمهاتهم، وذلك بحضور العقيد جميل ناصر آل رحمة مدير إدارة الشؤون الإدارية العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية، والمقدم عبد الله يعقوب يوسف، والرائد شاهين إسحاق المازمي مدير إدارة حماية الطفل والمرأة، والرائد جميلة خليفة سالم الزعابي مدير إدارة سجن النساء بالوكالة. وأوضح المازمي أن الإدارة العامة لحقوق الإنسان حريصة على تعزيز دورها المجتمعي في كافة المناسبات إيماناً منها بالدور المجتمعي إلى جانب الأمني الذي تلعبه شرطة دبي في المجتمع مضيفا أن الإدارة قامت بتوزيع كسوة العيد على 51 طفلاً في سجن النساء، مهنئين الصغار بالعيد ومشاركين أمهاتهم الفرحة والسرور بها.