انتهى مؤتمر جنيف 2 بمؤتمرٍ صحافي عقده المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي يوم الجمعة. المعارضة والنظام لم يتوصلا إلى أي تقدم. الإبراهيمي الذي لا يكل ولا يمل، لم يحدث أي تقدمٍ طوال الأيام السبعة التي خاض فيها ماراثون التقريب بين الطرفين. المشكلة أن المعارضة والنظام لا يمثلان تطلعات الشعب السوري الذي يستحق أفضل من المعارضة الحالية والنظام الحالي. سورية بلد من دون مدافعين حقيقيين عنه. النظام السوري استطاع أن يستخدم الأصولية المنتشرة في الأرض السورية لتحسين شروط التفاوض. حين انكسر النظام السوري وأحرج أمام العالم بعد مأساة كيماوي الغوطة دس رأسه في الرمل حتى وجد في الصراع بين داعش وجبهة النصرة المدخل الأهم لتحسين شروط التفاوض بجنيف. الآن، المهمة على المجتمع الدولي كبيرة. أن يجد ثقبا للحل في ظل هذا الصراع المرير. فقط أثناء انعقاد مؤتمر جنيف سقط أكثر من 1900 قتيل! أي تفاوضٍ يستمر فيه القتل. أما الحصار على مناطق الثوار فهي حال من التجويع المنظم المخيف، والأمم المتحدة لم تستطع أن توجد أي حل لهذا المأزق حتى اللحظة. بين مؤتمر جون كيري الصحافي من ميونخ، ومؤتمر الأخضر الإبراهيمي من جنيف دقائق قليلة. كان كيري فيها يكرر الخطابات «الهلامية»، فهو يرفع مستوى توقعات الشعب السوري، لكن من دون أن يعمل شيئا! أتمنى إحصاء عدد المرات التي قال فيها جون كيري وباراك أوباما لكلٍ من إيران والنظام السوري: «الخيار العسكري لا يزال مطروحا»! لا يكاد يخلو منها خطاب لهما بتاتا منذ بدء الأزمة السورية. الشعب السوري يستحق أكثر من واقعه، والسياسة تدمر البشر، ورحم الله الإمام محمد عبده حين قال: «أعوذ بالله من السياسة ومن ساس يسوس». انتهى مؤتمر جنيف ناثرا ظلال الإحباط في العالم على هذه المأساة التاريخية التي سيقترب عدد ضحاياها من الربع مليون إنسان. عكاظ